"التقيت بالسفير الإسرائيلي نهارًا جهارًا وبعلم كل أجهزة الدولة بصفة غير رسمية"، هكذا رد النائب توفيق عكاشة على مهاجميه عقب لقائه السفير الإسرائيلي بمصر في الأسبوع الماضي، وهو ما أثار تساؤلات حول ما إذا كانت المقابلة تمت بعلم أجهزة الدولة. وقال سياسيون إن رواية عكاشة أقرب للحقيقة، من حيث معرفة الدولة بهذه المقابلة قبل إجرائها، والترتيبات الأمنية بها، خاصة أن سياسة النظام حاليًا والاتفاقات بين الدولتين لا تمانعان مثل هذه المقابلات. وقال محمد عصمت سيف الدولة، المتخصص في الشأن القومي العربي، إن "استقبال توفيق عكاشة للسفير الإسرائيلي ليس فعلاً غريبًا أو شاذًا عما يفعله عبدالفتاح السيسى منذ تولى مسؤولية الحكم، فالعلاقات المصرية الإسرائيلية في عصرها الذهبي"، على حد وصفه. وأضاف: "موقف النظام وضح في مواقف عدة منها انحياز أو تجاهل لإسرائيل في عدوانها على غزة عام 2014، وأخلى الحدود الدولية من السكان ليقيم المنطقة العازلة التي كانت تطلبها إسرائيل منذ سنوات وكان الرئيس الأسبق حسني مبارك يرفضها، وهدم المعابر وأغلق المعبر كما لم يفعل مبارك كنزهم الاستراتيجي، وطالب بتوسيع السلام مع إسرائيل وطرح نفسه دوليًا بصفته الراعي العربي الأول لأمن إسرائيل وللسلام معها". وتابع: "فعل كل ذلك لأنه رأى في إسرائيل بوابته لنيل الاعتراف والرضا والقبول الأمريكي والدولي له ولنظامه، إلى الدرجة التي قامت إسرائيل واللوبي الصهيوني فى أمريكا بالضغط على الإدارة والكونجرس الأمريكيين لاستئناف المساعدات العسكرية لمصر، والأمثلة كثيرة آخرها ما أعلنه وفد اليهود الأمريكان من أن السيسى أثنى على نتنياهو وقال عنه إنه قائد لديه قدرات جبارة تؤهله لتطوير المنطقة والعالم". واستدرك: "عكاشة ليس سوى واحد من أنصار السيسى الذين يروّجون لإسرائيل ليل نهار، مثل عزمى مجاهد، المتحدث باسم اتحاد الكرة الذي صرح بأنهم لا يمانعون فى اللعب فى تل أبيب، ويوسف زيدان الذي يزور تاريخ القدس وينفى عروبتها، ويشيد بإسرائيل التى انتقمت للجنود المصريين من الإرهابيين الفلسطينيين، وأحمد موسى وعمرو أديب اللذين وجها التحيات لإسرائيل لضربها غزة، والمحامين من مخبري النظام الذين رفعوا دعاوى أمام القضاء المستعجل لتصنيف المقاومة الفلسطينية كمنظمات إرهابية". فيما قال المستشار حسني السيد، المحلل السياسي، إن "الدستور والقانون يعطي الحق لأي مواطن مصري مقابلة أي شخص ما لم يضر بمصلحة الوطن". وأضاف "توفيق عكاشة يعتبر نفسه له تأثير وممثل عن الشعب المصري وأنه تقدم بطلب للجهة الأمنية قبل مقابلة السفير الإسرائيلي وبالتأكيد الزيارة كانت مؤمنة من قبل الحكومة وأن الهدف من الزيارة كما قال توفيق عكاشة على قناة "الفراعين" كان سياسيًا، وهو إيجاد حل لسد النهضة باعتبار إسرائيل تلعب دورًا في بناء السد". وأشار السيد إلى أن إسرائيل لديها سفارة داخل مصر ويوجد اتفاقية سلام ويوجد علاقات دبلوماسية مشتركة بين البلدين وأن عكاشة لا يسأل قانونيًا عما بدر منه بصفته مواطنًا وله الحق في مقابلة أي شخص.