طالب وزير الخارجية الايطالي باولو جينتيلوني مصر، إلى "تعاون أكثر فعالية" في قضية مقتل طالب الدكتوراه جوليو ريجيني. وأكد أنه من مصلحة مصر معرفة الحقيقة ومعاقبة الجناة، على الرغم من أن الأمر ربما كان متعبا ومعقدا .
وكان ريجيني قد اختفى في العاصمة المصرية في الخامس والعشرين من يناير الماضي، اليوم الذي وافق الذكرى الخامسة لثورة يناير التي أزاحت نظام حسني مبارك وتم العثور على جثته بعدة عشرة أيام ملقاة على طريق صحراوية بين القاهرة والإسكندرية
وأضاف الوزير جينتيلوني في تصريحات له اليوم الجمعة، "نحن ننتظر في الواقع أن يكون التعاون تاما في قضية ريجيني، بغض النظر عن تآويل غير معقولة للحقائق"، بل "وجارحة أحيانا، تنتشر هنا وهناك وتلقى في بعض الأوقات تأييد جهات رسمية في حكومة القاهرة. وأردف أن "مصر أبدت على الفور استعدادها للتعاون"، لكن "المشكلة هي أن هذه الرغبة بالتعاون يجب أن تكون أكثر فعالية"، وفق ذكره
وأوضح رئيس الدبلوماسية الإيطالية أن "محققيينا المتواجدين في القاهرة منذ 20 يوما، يُحاطون علما بمجريات الأمور"، لكن "نطلب أيضا إمكانية وصولهم مباشرة إلى جميع محاضر التحقيق، لأنني أعتقد أن هذا هو العرف السائد في البلدان التي تُعتبر حليفة"، فإن "لم يكن هناك موقف تعاون كامل، فهناك خطر أن تتداخل هذه الحقائق المريحة والتآويل غير المعقولة، لتخلق مزيدا من البلبلة لدى الرأي العام"، وبشكل خاص "مزيدا من الألم بالنسبة لعائلة ولمجتمع تأثرا بهذا الحادث المأساوي".
واستبعد جينتيلوني "بشكل تام إمكانية أن تكلّ إيطاليا من طلب تحقيق العدالة"، كذلك لأن "لديها التزاما مزدوجا"، أولا "نحو أسرة جوليو ريجيني بطبيعة الحال"، وثانيا "نحو نفسها، لأننا هنا نحن نتحدث عن احترام حقوق الإنسان بشكل عام"، ف"نحن لا نقدم درسا لبلد حليف"، بل "نطالب بالحقيقة عن مواطن إيطالي خُطف وعُذِّب وقتل".
وأشار وزير الخارجية إلى أن "هذا الأمر ليس مجرد ادعاء لفترة معينة، يمكن أن يتلاشى عند توقف الاهتمام بالقضية، إنْ تَوقَّف"، حيث "أعتقد أن على الحكومة المصرية إدراك أن الإهتمام الدولي بهذه المسألة لا يمكنه أن يتلاشى"، وفق جزمه
واوضح جينتيلوني ان الرسالة بسيطة جدا، وهي أن إيطاليا ومصر حليفتان بالتأكيد، وأننا نتمسك باستقرار مصر"، لكن "هذا ليس سببا لتقليل الاهتمام، بل لمضاعفته بالأحرى ولهذا السبب بالضبط ننتظر تعاونا كبيرا جدا، وبصراحة، أكثر مما كان في الأسابيع الأخيرة.