قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية, إنه مع ظهور حالات أطفال مشوهين عام 2015, العام الذي يعد الأكثر سخونة في التاريخ, ومع تفشي هذا المرض في البرازيل عن طريق بعوضة محبة للحرارة، يمكن أن يكون هذا من قبيل المصادفة. وأكد العلماء، أن اكتشاف علاج لفيروس زيكا سيستغرق سنوات، مشيرين إلى أن هناك عوامل أخرى لعبت دورا أكبر في بدء الأزمة، لكن نفس هؤلاء الخبراء قالوا إن وباء زيكا سوف ينتشر مثل حمى الضنك التي تصيب ما يقرب من 100 مليون شخص سنويا، وتقتل الآلاف". وأضافت خلال تقرير لهم, أن من المرجح أن يزيد مدى وسرعة دورة حياة البعوضة التي تحمل هذه الفيروسات، وتشجع انتشارها بشكل أكبر في البلدان المعتدلة مثل الولاياتالمتحدة، ظاهرة الاحتباس الحراري". وتشير الأبحاث الحديثة إلى أنه في ظل سيناريو أسوأ الحالات، التي تنطوي على استمرار الانبعاثات العالمية المرتفعة، بجانب النمو السكاني السريع، سوف يرتفع عدد الأشخاص الذين يمكن إصابتهم بالفيروس لأكثر من الضعف، ليرتفع من 4 مليارات نسمة حاليا، لنحو 8 مليارات أو 9 مليارات نسمة بحلول نهاية القرن الحالي. ونقلت الصحيفة عن أندرو موناغان الذي يدرس التفاعل بين المناخ والصحة في المركز الوطني لأبحاث الغلاف الجوي في بولدر بولاية كولورادو قوله:" إذا استمر ارتفاع درجات الحرارة، فإنه سوف يصبح أكثر صعوبة مكافحة البعوض". وأوضحت الصحيفة أنه يشتبه في أن تغير المناخ يمكن أن يكون عاملا مؤثرا في تفشي الأمراض التي تؤثر على كل الناس والحيوانات، وتشمل الملاريا في مرتفعات شرق أفريقيا، وتزايد معدلات الإصابة بمرض "لايم" في أمريكا الشمالية، وانتشار مرض خطير بين الماشية يسمى "اللسان الأزرق" في أجزاء من أوروبا. وخلال الدراسات، لاحظ الخبراء أن أي وباء في الماضي يختلف عن الحالي فالأوبئة الحالية تتأثر دائما بتفاعلها مع الجينات، والبيئة، والمناخ، والسلوك البشري، مما يزيد من صعوبة التعامل معها. وقال "والتر تاباشنييك" الاستاذ بوحدة الحشرات في مختبر تابع لجامعة ولاية فلوريدا :" إن هناك تعقيد هائل". أوبئة مثل زيكا وحمى الضنك، يجري نقلها إلى حد كبير عن طريقة بعوضة تسمى "الحمى الصفراء، والزاعجة المصرية"، وذلك لتكييف هذه المخلوقات منذ فترة طويلة للعيش في التجمعات البشرية. المدن في المناطق المدارية، تعتبر المنطقة الأكثر ملاءمة للبعوض، بجانب النمو السكاني الهائل، فضلا عن قلة الإنفاق على الرعاية الصحية، والبنية التحتية الأساسية، جعل مكافحة البعوض أكثر صعوبة في العقود الأخيرة، بحسب الصحيفة البعوضة تضع بيوضها في المياه الراكدة، وهذا أمر شائع خاصة في الأحياء الفقيرة من مدن أمريكا اللاتينية، ومع تخزين الناس للمياه في صهاريج على السطح، واستخدامهم للدلو، وغيره، ورمي إطارات السيارات القديمة وغيرها من الحطام في المياه الراكدة يمكن أن تصبح موطنا للبعوض. كما أن تخزين المياه بالقرب من المنازل أمر شائع في المناطق التي انتشر بها زيكا بسرعة، مثل مدينتي ريسيفي، وسلفادور شمال شرق البرازيل، والتي شهدت زيادة حالات الإصابة بحمى الضنك عام 2015، مثل ساو باولو. حمى الضنك قتلت 839 شخصا على الاقل في البرازيل عام 2015، أي بزيادة قدرها 40 % عن العام السابق، وفي جميع أنحاء العالم حمى الضنك تقتل أكثر من 20 ألف شخص سنويا. وقال عدد من الخبراء إن السبب الرئيسي لتفشي المرض كان على الأرجح التوسع العمراني، والنمو السكاني والسفر الدولي. كما أنهم يرون أن تغيرات المناخ تزايد الضغوط على جهود مكافحة البعوض، فارتفاع درجات الحرارة وغيرها من التحولات المناخية، ساهمت في تفشي المرض. البعوض يعيش معظمهم على رحيق الزهور، ولكن الأنثى من هذا النوع تحتاج إلى وجبة من الدم البشري الذي يمدها بما يكفي من البروتين لتضع بيضها، إذا لدغت شخص مصاب بحمى الضنك، أو زيكا أو غيرهما فأنها تلتقط الفيروس وتنقلها لغيره من البشر.