غاب الرئيس عبدالفتاح السيسي للعام الثاني على التوالي عن حضور حفل افتتاح معرض القاهرة الدولي، الذي افتتح شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء دورته ال 47 أمس، مخيبًا آمال المثقفين الذين أعربوا عن تطلعهم لحضوره الاحتفالية الثقافية. وعلى نهج الرئيس الأسبق حسني مبارك، الذي كان يحرص على افتتاح المعرض ويلتقي بالمثقفين في لقاء مفتوح معهم، سار كل من الرئيسين السابقين محمد مرسي وعدلي منصور بافتتاح المعرض خلال وجودهما بالسلطة، لكن الرئيس عبدالفتاح السيسي خرج على هذا النهج، الأمر الذي أثار تساؤلات حول أسباب ذلك. وقال الناشر عادل المصري، رئيس اتحاد الناشرين المصريين، إنه كان تمنى أن يقوم الرئيس عبدالفتاح السيسي بافتتاح معرض القاهرة الدولي للكتاب. لكن الشاعر محفوظ عبدالرحمن كان له وجهة نظر مغايرة، إذ قال إن "مكانة المعرض تكمن في قيمته الثقافية وما يقدمه للناس في هذا الجانب"، مضيفًا: "المعرض ليس حدثًا سياسيًا يستدعي حضور رئيس الجمهورية". وتابع: "مبارك كان يسعى إلى تجميل وتلميع نفسه من خلال حضوره هذه المناسبات, فكان يأتي بمجموعة من مريديه يهرجون ويمزحون"، موضحًا أن حضور رئيس الوزراء الافتتاح "أمر طيب حتى لو كان وزير الثقافة فقط". وقال الشاعر شعبان يوسف، إنه "منذ فترة كبيرة لا يحبذ افتتاح الرئيس للمعرض, وإن معرض القاهرة الدولي للكتاب شأن ثقافي وعلاقة الرؤساء بافتتاحه علاقة شكلية ليس لها معنى". وأضاف: "مبارك كان يفتتح معرض الكتاب لكي يظهر على أنه داعم للثقافة والمثقفين، وكان المدعوين لمناقشته يختارون بدقه عاليه "وإحنا عارفين طبعا أنى اللي كانوا بيحضروا مجرد أذرع لمديح السلطان ليس إلا، وبالتالي حضور مبارك أو أي رئيس للافتتاح لايعني شيئًا". وأوضح أن "معارض الكتاب تحتاج إلى دعم لوجستي ومادي مناسب وعدم حضور الرئيس السيسي أمر شكلي لا ينتقص من قدر الثقافة أو قدر الرئيس من شيء". لكن هناك من ربط غياب السيسي برفضه الدخول في مواجهة مع المثقفين خاصة المعارضين منهم لنهجه، كما تعرض مبارك، حين واجهه الدكتور محمد السيد السعيد، الخبير السياسي الراحل، حين واجهه بجرأة غير معهودة في مناسبات كهذه. وكان هو المثقف الوحيد الذي ناقش مبارك بشجاعة عن بعض الحقوق والحريات العامة واحترام الدستور، وكان ذلك في لقائه مع المثقفين في معرض الكتاب عام 2005.