قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن ارتفاع الأسعار وانتشار البطالة وتزايد "الإرهاب", هي أمور تزيد من السخط الشعبي في مصر, إلا أنها قد لا تكون كافية لتحريك ثورة جديدة هذه الأيام, حسب تعبيرها. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 24 يناير أن ما سمتها حملة "القمع" تصاعدت في مصر في الأسابيع الأخيرة, استباقا لاحتمال نفاد صبر الناس وخروجهم للتظاهر في الذكرى الخامسة لثورة يناير, احتجاجا على المشكلات السابقة. وتابعت " السلطات المصرية بذلت الكثير من الجهد لإعادة 25 يناير كما كان قبل 2011 عيدا للشرطة, والتغاضي عن أنه يوافق ذكرى الثورة, التي أطاحت بنظام الرئيس المخلوع حسني مبارك", على حد قولها. وأشارت الصحيفة إلى أنه تم أيضا شن حملة واسعة عبر رجال الدين ووسائل الإعلام الحكومية, للتحذير من التظاهر في 25 يناير, واعتباره تهديدا خطيرا لاستقرار البلاد. وخلصت إلى القول إن هناك توقعات بأن الساعات المقبلة لن تشهد خروج تظاهرات حاشدة في ذكرى يناير, لأن مسببات "الثورة", يبدو أنها لن تكتمل بعد. وكان أستاذ العلوم السياسية في جامعة "جونز هوبكنز" الأمريكية الدكتور خليل العناني, قال أيضا إن مخاوف السلطات المصرية من الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير 2011, لا مبرر لها. وأضاف العناني في تصريحات ل"الجزيرة", أن هناك عدة أسباب ترجح عدم قيام ثورة جديدة في هذه اللحظة على الأقل, أبرزها عدم وجود دعوات صريحة للتظاهر في الذكرى الخامسة للثورة، والوضع المتشرذم الذي تعيشه قوى المعارضة مقارنة بالفترة التي سبقت 25 يناير 2011. وتابع " القلق الرسمي من ذكرى يناير, لا يرجع إلى حالة الفشل الاقتصادي والأمني, ولكن ربما مرده المخاوف من احتمال قيام أطراف من داخل النظام باستغلال ذكرى الثورة, لحشد الناس, في إطار صراعات داخلية". واستبعد العناني أيضا وجود ضغط أو رغبة دولية في إحداث تغيير في مصر في الوقت الراهن. وكان أستاذ العلوم السياسية في جامعة "جورج واشنطن" الأمريكية نبيل ميخائيل استبعد أيضا في وقت سابق قيام ثورة جديدة على غرار ما حدث في 25 يناير 2011 , مؤكدا أنه لا خشية على النظام الحالي. وأضاف ميخائيل, وهو مصري مقيم في الولاياتالمتحدة, في تصريحات ل"الجزيرة" أن ثورة 2011 على نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك, كانت تقوم على عاملين هما: الالتحام الثوري الجماهيري، ودعم الجيش, وهو ما لا يتوافر حاليا, حسب تعبيره. وفي رده على سؤال حول احتمال قلق النظام الحالي مع اقتراب ذكرى ثورة يناير, ودعوة البعض للنزول للميادين, أجاب ميخائيل "من الطبيعي أن يقلق الرئيس بسبب حجم المسئوليات الملقاة على عاتقه، حيث إن مصر بلا بترول والسياحة تعرضت لأضرار والثروات الطبيعية قليلة، بينما يتوجب إطعام ثلاث وجبات لتسعين مليون مواطن", على حد قوله. وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي قال إنه مستعد للتخلي فورا عن السلطة إذا كانت تلك رغبة كل المصريين. وأضاف السيسي في خطاب له في 23 ديسمبر بمناسبة احتفال وزارة الأوقاف بالمولد النبوي الشريف، أن الكرامة الوطنية والأخلاقية والإنسانية لا تسمح له أن يبقى "ثانية واحدة ضد إرادة الشعب"، ولكنه في الوقت نفسه اشترط للتخلي عن السلطة أن يطالب بذلك الشعب المصري كله. وأكد الرئيس المصري أنه وصل إلى الحكم "بإرادة الشعب واختياره ولم يأت بالقوة"، وأضاف "باسمع دعوات بعمل ثورة جديدة. ليه؟ انت عايز تضيعها (مصر) ليه؟ أنا جيت بإرادتكم وباختياركم مش غصب عنكم أبدا". وأضاف "انظروا حولكم إلى دول قريبة منا لا أحب أن أذكر اسمها، إنها تعاني منذ ثلاثين عاما ولا تستطيع أن ترجع. والدول التي تدمر لا تعود". وحسب "رويترز", انطلقت دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي في الأسابيع الأخيرة تطالب بالنزول إلى الميادين احتجاجا على الأوضاع السياسية والأمنية في البلاد، تزامنا مع ذكرى ثورة 25 يناير.