تحدثت مجلة "التايم" الأمريكية عن مفاجأة رجحت فيها عدم خروج تظاهرات حاشدة في مصر في الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير 2011. وأضافت المجلة في تقرير لها في 23 يناير أن هناك عدة أمور تدعم الفرضية السابقة, أبرزها ما سمته "القوة المميتة", التي يتم استخدامها ضد المحتجين, والتي تجعل الخروج في تظاهرات, مخاطرة كبيرة للغاية, بالإضافة إلى إطلاق وسائل الإعلام الحكومية حملات تشويه ضد الداعين للتظاهر. وتابعت أن هناك أمرا آخر هو قلة الحركات والجماعات, التي دعت إلى الحشد في الذكرى الخامسة لثورة يناير, على عكس ما حدث في السابق. واستطردت " يبدو أن الحملات الأمنية الشرسة, التي شهدتها مصر في الأسابيع الأخيرة, تفسر تراجع الدعوات للتظاهر, خاصة في ظل المخاوف من الاختفاء القسري, الذي سجل معدلات كبيرة مؤخرا", حسب تعبيرها". وأشارت "التايم" إلى أن الأيام الأخيرة شهدت تكثيف الاعتقالات في صفوف المعارضين وتفتيش آلاف الشقق بالقرب من ميدان التحرير, إلا أن الاختفاء القسري هو أكثر ما يخيف النشطاء. وأضافت "القبضة الأمنية المشددة تعكس القلق الشديد لدى السلطات المصرية من ذكرى ثورة يناير, إلا أن خروج حشود كبيرة للشوارع, أمر غير مؤكد". وكان أستاذ العلوم السياسية في جامعة "جورج واشنطن" الأمريكية نبيل ميخائيل استبعد في وقت سابق قيام ثورة جديدة على غرار ما حدث في 25 يناير 2011 , مؤكدا أنه لا خشية على النظام الحالي. وأضاف ميخائيل, وهو مصري مقيم في الولاياتالمتحدة, في تصريحات ل"الجزيرة" أن ثورة 2011 على نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك, كانت تقوم على عاملين هما: الالتحام الثوري الجماهيري، ودعم الجيش, وهو ما لا يتوافر حاليا, حسب تعبيره. وفي رده على سؤال حول احتمال قلق النظام الحالي مع اقتراب ذكرى ثورة يناير, ودعوة البعض للنزول للميادين, أجاب ميخائيل "من الطبيعي أن يقلق الرئيس بسبب حجم المسئوليات الملقاة على عاتقه، حيث إن مصر بلا بترول والسياحة تعرضت لأضرار والثروات الطبيعية قليلة، بينما يتوجب إطعام ثلاث وجبات لتسعين مليون مواطن", على حد قوله. وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي قال إنه مستعد للتخلي فورا عن السلطة إذا كانت تلك رغبة كل المصريين. وأضاف السيسي في خطاب له في 23 ديسمبر بمناسبة احتفال وزارة الأوقاف بالمولد النبوي الشريف، أن الكرامة الوطنية والأخلاقية والإنسانية لا تسمح له أن يبقى "ثانية واحدة ضد إرادة الشعب"، ولكنه في الوقت نفسه اشترط للتخلي عن السلطة أن يطالب بذلك الشعب المصري كله. وأكد الرئيس المصري أنه وصل إلى الحكم "بإرادة الشعب واختياره ولم يأت بالقوة"، وأضاف "باسمع دعوات بعمل ثورة جديدة. ليه؟ انت عايز تضيعها (مصر) ليه؟ أنا جيت بإرادتكم وباختياركم مش غصب عنكم أبدا". وأضاف "انظروا حولكم إلى دول قريبة منا لا أحب أن أذكر اسمها، إنها تعاني منذ ثلاثين عاما ولا تستطيع أن ترجع. والدول التي تدمر لا تعود". وحسب "رويترز", انطلقت دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي في الأسابيع الأخيرة تطالب بالنزول إلى الميادين احتجاجا على الأوضاع السياسية والأمنية في البلاد، تزامنا مع ذكرى ثورة 25 يناير.