الأويما.. هى حرفة الحفر على الخشب بطريقة يدوية والتى توارثها الحرفى الدمياطى أبًا عن جد، ما جعلها تميز صناعة الأثاث الدمياطى عن غيره فى الدول الشهيرة بصناعة الأثاث مثل إيطاليا وفرنسا وإسبانيا والتى تعتمد فى عملية حفر الخشب على الماكينة. وأصبحت هذه الحرفة مهددة بالانقراض بسبب ماكينات حفر الخشب التى غزت ورش الأثاث بدمياط أخيرًا لتكون بديلاً عن حرفتهم التى توارثوها عن أجدادهم، وهى حرفة الأويما التى تكشف عن مهارة الحرفيين الدمايطة وتشكل نمطًا منفردًا من أنماط تشكيل قطع الأثاث، الذى تشتهر به هذه المدينة. وفور وصول الماكينة الجديدة، توقف الكثير منهم عن العمل، وطالب الآخرون بوقف استيراد هذه الماكينات لعدم قطع أرزاقهم، علمًا بأنه يعمل بها أكثر من 70 ألف أويمجي. ويقول ماهر الضويني) أويمجي): أنا أعمل منذ أكثر من عشرين عاما فى ورشتى الصغيرة، حيث استخدم الأدوات اليدوية فى الحفر على الخشب والتى تمكننى من اختيار وتنفيذ تصميمات جديدة تختلف من حجرة أثاث إلى أخرى، وهذه كانت من أهم مميزات الأثاث الذى تنتجه محافظة دمياط ويتهافت عليه المستهلكون، ومنذ سنوات بدأت تتسلل داخل دمياط الماكينات الحديثة المستوردة (ماكينات التكسير) ولم تشكل أى خطورة على إنتاجنا اليدوى الذى كان يفضله تجار الموبيليا والمستهلكون سواء فى الأسواق الداخلية أو الخارجية. وأضاف الضويني: "فوجئنا منذ أشهر قليلة بهذه الماكينات الحديثة الأكثر تطورا، وهى التى تشطب الأويما نهائيا وتنتشر بسرعة وتفرض سيطرتها على حرفة الأويما فى دمياط، وإنتاج الماكينة الواحدة فى الشهر يعادل إنتاج أكثر من مائة ورشة بها أكثر من مائتى عامل برغم أن هذه الماكينة لا تتوافر فيها اللمسات اليدوية الإبداعية للأويمجى الدمياطي، وقد تأثرت ورشتي تأثيرا بالغا وتأثرت أرزاقنا وأصبحنا غير قادرين على تحمل نفقات المعيشة لأسرنا وجعلت أصحاب الورش والعمال مهددين بالبطالة والتشريد إذا استمرت هذه الظاهرة الدخيلة على دمياط والتى لا يستفيد منها إلا قلة من أصحاب المصانع الكبيرة التى تصدر الإنتاج النمطى إلى الدول الأجنبية على حساب سمعة الأثاث الدمياطي، ولم يكن هناك مفر من أن يخرج الأويمجية زملائى ليدافعوا عن حقهم فى العمل والكسب الحلال وأيضًا فى حماية سمعة صناعة الأثاث الدمياطى الذى كانت تميزه اللمسات الفردية للأويمجى وتنوع أشكال وتصميمات حجرات الأثاث غير النمطية. ويشير محمد مسلم، رئيس نقابة عمال الأثاث بدمياط، إلى أن النقابة تحركت على الفور مع هؤلاء الصناع والتقت باللواء محمد على فليفل محافظ دمياط الأسبق ثم اللواء محمد عبد اللطيف منصور المحافظ السابق لإيجاد حلول عاجلة لإنقاذ الآلاف من الأويمجية، حيث قرر المحافظ وقف تراخيص ماكينات الأويما الحديثة بنطاق المحافظة وإغلاق الورش التى تستخدم هذه الماكينة. وطالب وزير التجارة والصناعة ومصلحة الجمارك، بالعمل على وقف استيراد هذه الماكينات، لأن بانتشارها فقدت دمياط الميزة الوحيدة التى تميزها عن دول العالم وتساوت ببقية دول العالم.