يعيش نزلاء سجن شديد الحراسة بمنطقة طرة، المعروف إعلاميًا بسجن"العقرب" حياة تشبه مأساة أهالي "مضايا" بسوريا والذين دفعهم الحصار لشراء كيلو الأرز ب 100 دولار. فأسعار الطعام داخل سجن "العقرب" تصل إلى أرقام قياسية تفوق الأسعار ربما في أرقى المطاعم المصرية، وهم مضطرون إلى ذلك، خاصة في ظل رداءة طعام السجن الذي يصرف لهم. فيقومون بشراء البرتقالة بثلاثة جنيهات، عبر أماناتهم التي يقوم أهلهم وذووهم بوضعها في إدارة السجن والتي تترجمها سلع بعد ذلك في صورة تفوق عالم الخيال. وقال ذوو معتقلين ب "العقرب" ل "المصريون"، إن الزيارة المسموح لهم بها لاتتجاوز عشر دقائق من داخل القفص الزجاجي وسط حراسة أمنية مشددة. وأضافوا أنه لا يسمح لهم إلا بدخول وجبة قليلة للغاية لا تتجاوز ربع دجاجة أو سمكة واحدة وقليل من الأرز، كما يسمح لهم بدخول برتقالة أو برتقالتين كحد أقصى للنزلاء داخل السجن الذين يعانون من أمراض مزمنة تحتاج إلى أضعاف ما يتم السماح به من الطعام. كما لا يتم السماح بدخول الأدوية مباشرة إلا عن طريق عيادة السجن؛ وهي عملية معقدة بسبب الروتين الإداري لإدارة السجن، مما يتسبب في ازدياد معاناة المرضي، بالإضافة إلى عدم السماح بدخول المنظفات مطلقا للسجناء، حيث يتم شراؤها عبر "كانتين السجن" بأسعار فلكية. من ناحيتهم يحاول نزلاء السجن التغلب علي مأساة الجوع والطعام القليل الذي يسمح به في الزيارة، وذلك عبر شراء أطعمة من داخل "كانتين السجن" لسد الجوع الذي بات من لوازمهم على مدار العامين الماضيين. وأكد النزلاء لذويهم أن سعر البرتقالة الواحدة يصل إلى 3 جنيهات، فيما يصل سعر الوجبة إلى 60جنيهًا وهي عبارة عن "ورك فرخة" وبعض الأرز، أو سمكة واحدة ومعها قليل من الأرز. وأضافوا أنه لايسمح لهم بالتريض داخل السجن سوى ساعة واحدة، حيث يبقى السجين داخل زنزانة خراسانية لمدة 23ساعة يوميًا محرومًا من التهوية والتدفئة. كما يعاني نزلاء "إتش 3 وإتش 4" – مسميات لعنابر العقرب- من معاملة قاسية جدًا، حيث يتم قطع الكهرباء عنهم لأوقات طويلة، بالإضافة إلى انقطاع المياه أيضًا مما يتسبب في زيادة المرض والمعاناة داخل الزنازين والتي تحوّلت لأداة للقتل البطيء داخل السجن. ويعاني نزلاء عنبر الإعدامات داخل السجن من معاملة غير آدمية، حيث يتم منع الطعام عنهم تمامًا وعزلهم عن باقي عنابر السجن، بعد أن تحول إلى سجن خاص داخل سجن العقرب. وأضاف أهالي المعتقلين، أن السماح بدخول "أسرّة" للسجناء ليس عامًا لكل الأفراد، بل هي حالات خاصة داخل بعض العنابر. من ناحيتهم يحاول أهالي السجناء من القيام بزيارة جماعية لكل نزلاء عنبر في محاولة لإدخال كمية من الطعام لاستنقاذ أبناءهم وأزواجهم من سياسة التجويع المستمر والتي تجاوزت العامين. وقالت آية علاء زوجة الصحفي حسن القباني المعتقل بسجن "العقرب"، إنه قبل إغلاق الزيارة لنحو شهرين كنت مودعة بالأمانات مبلغ 2000 جنيه، وتابعت: "بعد الزيارة ما فتحت.. يعنى من شهر تقريبًا وضعت له 3000.. وكنت فاكرة بقى أنهم هيكفوه على الأقل شهر يناير... اليوم في الزيارة حسن أبلغني أن باقي منهم 750 جنيه فقط.. وأزود في المرات القادمة"!! وأشارت عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" إلى المعاناة التي تتكبدها بعض الأسر المعتقل عائلها أو التي يوجد لديها أكثر من معتقل، لافتة إلى أنه "أكتر من مرة يحصل قدامي إني ألاقي حد بيحط 200 جنيه... مرة واحده اخت حطت قدامى والله فكه كتير كدا كلها خمسات وعشرات جمعوا 155 جنيه.. كان منظر مؤلم أوى وهي بتعدهم ورقة ورقة... وجت أخت ربنا يبارك فيها ادتها حوالى 400 جنية أخدتهم بعد محايلة ورفض قاطع بعزة نفس... بس شفت فى عينيها الانكسار والقهر".. وذكرت أن "إحدى الاخوات بتحكى انها قرأت فى كشف الأمانات إلى قبلها حد حاطط 60 جنيه!!!"، وتساءلت: "انتوا متخيلين 60 جنية دول يعملوا ايه فى العقرب... ولا حاجه... يوم بالعافية"! وعلى الرغم من كل تلك المعاناة التي تتكبدها أسر المعتقلين في توفير المال للزيارات، إلا أنه "أحيانًا الأمانات بتتسرق ما بتوصلش أصلاً للمعتقل".