قال محمد سليمان، صديق الشهيد سيد بلال، الذى لقى حتفه فى أعقاب تفجيرات القديسين العام الماضى على يد رجال أمن الدولة المنحل، إنه سمع أحد الضباط بعد وفاة سيد يقول إننا تخلصنا منه حتى يعلم العالم والناس أن من فعلها -أى تفجير كنيسة القديسين- هم الإسلاميون. وأضاف سليمان، أنه بعد مقتل سيد بلال اتصل به أحد الضباط من مباحث أمن الدولة، وقال له "يا محمد عاوزينك تروح تغسل سيد بلال فى مستوصف زقيلح وإلا هنقوم بدفنه من غير تغسيل"، فقمت على الفور بالذهاب إلى هناك خوفًا من دفنه دون تغسيل، وأدخلونى على سيد داخل المكان المعد لحفظ الجثث، فوجدت إصابات فى جميع أنحاء جسده، مما يدل على أن المقصود لم يكن التعذيب من أجل الحصول على اعتراف، إنما كان المقصود هو قتله، وبعد أن قمت بتغسيله خرجت من المستوصف، فسمعت أحد الضباط، الذى كان واقفًا أمامه، يقول لزميل له لقد قمنا بقتله حتى يعرف الناس والأقباط أن من قام بالتفجيرات هو إسلامى وليس غير ذلك. وقال سليمان إنه سمع هذا الضابط، يقول أيضًا لم يكن لدينا حل سوى هذه الطريقة، لأنه كان مطلوب منا أن نعلن عن الجانى قبل عيد الشرطة، حتى يتمكن وزير الداخلية من الإعلان عن الجانى أمام الرئيس مبارك، لأننا لو اكتفينا بتعذيبه وتعذيب غيره لما أخذ الموضوع هذا الصيت الإعلامي، خاصة أن الإعلام سيتناول موضوع مقتل سيد بلال باستفاضة، عكس تناول تعذيبه فقط، وهذا ما حدث ورسخ فى أذهان الناس والمتابعين لقضية تفجيرات القديسين بأن الجانى هو أحد الأشخاص المنتمين إلى التيار الإسلامي، وبذلك يسهل غلق الملف ولا يطالبنا أحد بالتحقيق فيه. وذكر سليمان أن سيد بلال لم يكن يومًا من الأيام من مناصرى استخدام العنف، وأنه كان مسالمًا جدًا، ولم يكن يكره الأقباط بشهادة جيرانه المسيحيين، فكيف يقوم بتفجير كنيسة!؟ مشيرًا إلى أن سبب اعتقاله فى عام 2006 أنه كان يلازمنى فترة قبل أن أذهب إلى العراق فى هذا العام فقاموا باعتقاله حتى أحضر أنا، نظرًا لأنهم كانوا يعتبرون ذلك نوعًا من الضغط على لصداقتى الشديدة والحميمة به، وبالفعل عندما قبض على فى سوريا وسلمتنى السلطات السورية لمصر قاموا بالإفراج عنه، وهذا ما يدل على أنه لم يكن لديه أنشطة ولا أفكار جهادية. وكشف محمد عن أن سيد عندما طلب منه ضابط أمن الدولة ويدعى "حسام الشناوى" الحضور إلى مقر مباحث أمن الدولة بالفراعنة، اتصل بى وأبلغنى بأن أحد الضباط اتصل به وطلب منه الحضور، فنصحته بعدم الذهاب خوفًا عليه، فقال لي: أنا لم ارتكب ولم أفعل شيئًا حتى أخاف من الذهاب وأنا سأذهب لأننى أثق فى نفسى، وبالفعل ذهب بعدما اتصل بى بساعة واحدة وبعدها بيوم علمنا بخبر وفاته، مما يدل على أنه بمجرد وصوله تعرض للقتل وهذا ما كان واضحًا على جثته. من ناحية أخرى، قال إبراهيم بلال، شقيق المجنى عليه، إن السلطات المصرية إلى الآن لم تتخذ أى إجراء مع قتلة شقيقه سوى الإعلان عن محاكمتهم فقط، دون اتخاذ أى إجراء أخر. وذكر إبراهيم أن باقى المتهمين باستثناء الضابط "محمد الشيمى" وشهرته علاء زيدان، مفرج عنهم حتى إن أحد الضباط وهو المتهم الرئيسي، موفد ضمن بعثة الأممالمتحدة فى دارفور، وهو ما يؤكد أنه ليس هاربًا كما هو مذكور فى قرار محكمة الجنايات، وطالب إبراهيم بسرعة القصاص من قتلة أخيه وتقديمهم للمحاكمة.