توقع ناشطون مصريون، شاركوا في ثورة 25 يناير 2011، عدة سيناريوهات للذكرى الخامسة للثورة، التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك، فمنهم من يرى خروج مظاهرات حاشدة قد تسقط النظام، ومنهم من يرى أن يظل الوضع على ما هو عليه دون تغيير يذكر، وبين هذا وذلك هناك من يتوقع حراكا بسيطًا أو ضعيفًا يقابله قمع شديد من قبل السلطات المصرية. من جانبه يرى الناشط شادي الغزالي حرب (ليبرالي)، أن دعوات للنزول إلى الشوارع في ذكرى الثورة، ستفشل "بسبب نزول الإخوان بشعارات تطالب بالشرعية، وعودة مرسي (أول رئيس مصري منتخب ديمقراطيًا)، وعودة دستور 2012، أي أن الإخوان سيعيدون ضرب الثورة، برفع تلك المطالب"، بحسب حديثه مع الأناضول. ولا يعول الناشط زياد العليمي (ليبرالي)، على أية مفاجآت في الذكرى الخامسة لثورة يناير، قائلًا للأناضول، "لست مهتماً بالحديث عن الذكرى الخامسة، لأن يناير لم تحقق أهدافها، بل إن كل يوم يأتي شبيه بالذي سبقه". فيما يتوقع الناشط محمد القصاص (إسلامي) خلال حديثه للأناضول، أن تمارس الشرطة "بطشًا شديدًا، لأية محاولات للتذكير بثورة يناير، أو محاولة لتكرار ما حدث فيها من انتكاسة لوزارة الداخلية يوم 28 يناير 2011، هناك بالفعل دعوات تظاهر معلنة للنزول في الذكرى الخامسة". ويقول شريف الروبي (ليبرالي) للأناضول، "الذكرى الخامسة لن تحمل أية جديد في تفاصيلها، لعدة أسباب أهمها، عدم اتحاد القوى الثورية والمدنية مع تحالف الإسلام السياسي، كما أن دعوة الإخوان الاستباقية بالنزول لإسقاط السيسي، ضربت دعوات قوى الثورة للنزول، نظرًا لرفض تلك القوى للإخوان والسيسي معًا". وفي تصريحات عبر الهاتف ، أكد علي خفاجي (إسلامي)، "على ضرورة الحفاظ على الحراك، خاصة في الذكرى الخامسة، والحفاظ على عدم تضرر أي من الشباب المشاركين"، مؤكدًا "لن يحدث أي تطور ذو أهمية أو تأثير، هذا ما أتوقعه". بينما يتوقع خالد عبد الحميد (يساري) في حديثه مع الأناضول، أن تحل الذكرى الخامسة لثورة يناير ب"مظاهرات مليئة بالخطابات الطائفية، بينما سينزل آخرون ضد قمع السلطة المتزايد، لكن العدد الأكبر سيكون محبطًا ومستسلمًا للوضع الحالي". ويربط محمود عزت (يساري)، الذكرى الخامسة لثورة يناير، بقوة المظاهرات المقبلة من عدمها، "دعونا ننتظر ما ستسفر عنه الأيام، لكن الذكرى الخامسة لثورة يناير القادمة، تختلف عن السنوات السابقة لأكثر من سبب. وأضاف عزت، "من هذه الأسباب، تزايد السخط الشعبي ضد السلطة الحالية بشكل واضح، وهو ما بدا في الفعاليات الاحتجاجية التي نظمها المواطنون في الأقصر (جنوب) والإسماعيلية (شمال شرق) ضد انتهاكات الداخلية، وعزوف شعبي كامل عن المشاركة في الانتخابات النيابية التي جرت مؤخراً، وغلاء الأسعار، ما دفع إلى حراك عمالي بات واضحًا في إضراب عمال بمدينة المحلة (دلتا مصر/ شمال). ويتوقع معاذ عبد الكريم (إسلامي)، غضباً شعبياً وحراكاً قوياً، ربما ينتج عنه تغيير، "لكن ارتباط النظام بالمصالح الاقتصادية، وشراكتهم مع الغرب في مكافحة الإرهاب المصطنع، وعدم وحدة الصف الثوري، ربما يكون مانعا لإسقاط النظام أو تغييره"، بحسب مراسل الأناضول. وقال أحمد رامي (إسلامي) للأناضول، إن "تظاهرات حاشدة نسبيًا قد تحدث، بمشاركة طيف أوسع من الإخوان، وهناك واقع مليء بالقمع والفقر، يذهب لاستعادة ثورة يناير، وعودة مصر لشعبها، كل الشعب". وخرجت خلال الأسبوعين الماضيين، دعوات تحض صراحة على المشاركة في الذكرى الخامسة لثورة يناير، وكان أبرزها دعوتا وزير الشؤون القانونية المصري الأسبق، محمد محسوب، والمعارض الليبرالي ثروت نافع، للقوى والحركات الثورية في مصر، إلى "التوحد، والتظاهر في الذكرى الخامسة لإسقاط نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي".