السفيرة نبيلة مكرم: 4آلاف طفل هاجروا لإيطاليا بشكل غير شرعي.. والمنيا في المقدمة ليس لدينا إحصاء دقيق لعدد المصريين بالخارج.. والخارجية تزور السجناء بشكل دوري البرلمان سيناقش قانون الهجرة الجديد.. والوزارة تعد قاعدة بيانات حديثة للمهاجرين المصري "متبهدل علشان لقمة العيش".. ونسعى لحل مشكلة الصيادين في سجون ليبيا الإعلام والمرشحون سبب إحجام الموطنين عن المشاركة في الانتخابات البرلمانية قالت السفيرة نبيلة مكرم، وزيرة الهجرة، إن هناك 4 آلاف طفل هاجروا لإيطاليا بشكل غير شرعي، ومحافظة المنيا تعد الأولى في تصديرهم إلى أوروبا، مضيفة أنه ليس لدينا إحصاء دقيق لعدد المصريين بالخارج، وأن وزارة الخارجية تقوم بزيارة السجناء في الخارج بشكل دوري. وأضافت مكرم في حوارها مع "المصريون" أن البرلمان القادم سيناقش قانون الهجرة الجديد.. والوزارة تعد قاعدة بيانات حديثة للمهاجرين، مؤكدة أن المصري في الخارج "متبهدل" من أجل لقمة العيش، وأنها تسعى لحل مشكلة الصيادين في سجون ليبيا.
وإلى نص الحوار..
** في البداية.. لماذا بدأتِ بمحافظة المنيا للتوعية بمخاطر الهجرة غير الشرعية؟ الجميع يعلم أن قضية الهجرة الشرعية تعد من أهم القضايا المطروحة حاليًا، فهي تعد قضية أمنية بالدرجة الأولى، ولهذا بدأت جولتي بمحافظة المنيا، لأنها تحتل المركز الأول في تصدير الأطفال القصر لسواحل أوروبا، للتوعية بمخاطر الظاهرة والعمل على إيجاد حلول لها بالتنسيق مع الجهات المعنية بالمحافظة، ونسعى أن يكون هناك عقاب على الأسرة التي تحرض أولادها على السفر، فنجد في دولة إيطاليا – على سبيل المثال- بها ما يقرب من 4 آلاف قاصر هاجروا إليها بشكل غير شرعي بضغط من أسرهم، ولقد رأيت بعيني هؤلاء يبكون رغبة في العودة لكن أسرهم تمنعهم تحت ضغط حاجتهم للمال.
** الظروف الاقتصادية الصعبة هي التي دفعتهم...؟ مقاطعة.. هذا ليس مبررًا كافيًا للهجرة غير الشرعية، فالمواطن المصري في الخارج لا يعامل كمواطن درجة ثانية فقط، ولكنه "بيتبهدل".
**هل هناك إحصائية بعدد المصريين في الخارج؟ للأسف الشديد.. لا توجد حتى الآن إحصائية دقيقة لعدد المصريين بالخارج، فنجد عدد المصريين بالخارج وفقًا لسجلات وزارة الخارجية يتراوح من 6-8 ملايين، إلا أن هذا العدد يتضمن فقط المسجلين وفقًا للتعاملات الرسمية والذين يسجلون أنفسهم في القنصليات، لأن هناك أزمة ثقة بين الوزارة والمواطن، وأنا أحاول جاهدة أن أعيد التواصل والثقة بيننا وبينهم، وتلك مهمة صعبة لأنه ملف "كان مركونًا على الرف منذ فترة كبيرة" ولهذا نحتاج لكثير من العمل لإصلاح ما كان منسيًا، لذلك تقوم وزارة الهجرة بعمل قاعدة بيانات حديثة على الموقع الإلكتروني للوزارة والذي سيصدر قريبًا، فمن خلال هذا الموقع الإلكتروني أحاول إعادة بناء الثقة بيني وما بين المواطن، فمن المهم جدًا أن نعرف عدد المصريين بالخارج.
** معنى هذا أننا لا نعلم عدد المسجونين بالخارج؟ وزارة الخارجية تتابع المسجونين في الخارج.
** ما دوركم في مساعدة المسجونين بالخارج؟ هناك زيارات دورية تقوم بها القنصليات للمسجونين المحتجزين، كما أنه يوجد محامون للدفاع عن المتهمين في هذه القضايا، ونحن نلتزم بالإجراءات القضائية في كل دولة، خاصة أن الجريمة حدثت على أرض الدولة نفسها.
**ماذا عن المسجونين السياسيين؟ ليس هناك قضايا سياسية في الأغلب هي قضايا جنائية، ومع ذلك تقوم الجهات الدبلوماسية بزيارات دورية.
**ما تطورات قضية الصيادين المصريين المحجوزين في سجون مصراتة؟ أقوم ببحث قضية الصيادين المحجوزين في سجون مصراتة مع وزارة الخارجية والقوى العاملة، ولن نتركها حتى تنتهي هذه القضية.
**يعاني المصريون من الانتهاكات ويشعرون بالاستهداف عقب هجمات باريس الإرهابية.. ماذا فعلت وزارتكم للحد من ذلك؟ قمت بإصدار بيان نطالب فيه المصريين هناك بضبط النفس، والتعاون مع المحققين، كما طلبت منهم أن يخرجوا في مظاهرات سلمية لإيضاح الصورة الذهنية للمجتمع المصري بشكل عام، ويحاولون نشر فكرة أن الإسلام دين وسطي متسامح، وأن الإرهاب ليس إسلامًا، كما أنني أقوم بمتابعة المصريين وعندما تحدث انتهاكات ضد المصريين في الخارج أقوم بمتابعة قضيته لأشعر المواطن أن وراءه دولة، "ومفيش حاجة اسمها علشان مصري ينضرب".
**هل معنى ذلك أن هناك اضطهادًا للمصريين في الخارج؟ لا.. ولكن هذا شعور طبيعي فبعد أحداث 11 سبتمبر كان هناك عداء ضد العرب وهي حالات فردية.
** لدينا 70 ألفًا من 7 ملايين مصري بالخارج ممن لهم حق التصويت أدلوا بأصواتهم، مما يجعل نسبة المشاركة حوالي 10٪، ما أسباب العزوف من وجهة رأيك؟ يجب أن تعلمي أن أسباب العزوف في رأيي ثلاثة أولاً، الإعلام الذي لم يوجه الدعم والاهتمام الكافي للمصريين بالخارج، خاصة أن الانتخابات البرلمانية صعبة، فكثير من المقيمين داخل مصر لا يعرفون ما هو النظام الفردي والقائمة، فكيف سيعرف من يعيش في الخارج، وثانيًا، المواطن نفسه، أو عدم اهتمامه، فالمواطن يتصفح الإنترنت للعثور على تذكرة طيران مخفضة ولكنه لا يكبد نفسه عناء البحث في موقع اللجنة العليا للانتخابات، وثالثاً، المرشح نفسه، فلم يكن هناك من المرشحين من سافر لهؤلاء في الخارج، أو طرح عليهم برنامجه، أو قدم سيرته الذاتية، وبالتالي يصبح من الطبيعي ألا يهتم المغتربون بالتصويت.
**أو أنهم فقدوا الأمل في التغيير؟ هذا غير صحيح.
**مازال هناك خلط بين اختصاصات وزارة القوى العاملة والهجرة مما يمكن أن يحدث أزمات بين الوزارتين؟ هناك نية صادقة بين كل الوزارات للتعاون، وأنا أعلم جيدًا بأن تلامس الاختصاصات يجعلنا نعمل بحذر شديد، لكن في الوقت ذاته، أنا منهجي في العمل هو السرعة الشديدة في التنفيذ، والدقة الحذرة، وعندما حدثت واقعة دهس المواطن المصري بالكويت، شعرت أنه من المهم جدًا والضروري أن أتحرك وبسرعة، وأنا أعلم أن هناك مَن قال "ليس لوزيرة الهجرة دخل بهذا الشأن"، ولكني لا ألتفت لذلك وأرى أنني متولية حقيبة معينة، وسوف أقوم بعملي على أكمل وجه، وبالطبع يأتي ذلك بعد التعاون والتنسيق مع الوزارة المعنية بهذا الشأن، وذلك لأنني لا أتعامل مع ملفات سياسية، وإنما ملفات مسئولة عن أرواح مواطنين مصريين ولا يمكن التأخر في ذلك، كما أن وزارة الهجرة ليس دورها مجرد عقد الاجتماعات والمنتديات والسفر من هنا لهناك، بل دورها الحقيقي هو رعاية أبناء مصر بالخارج بمنتهى الحسم والسرعة، ولهذا كان مردودًا إيجابيًا شديدًا على مَن في الداخل وعلى العمالة المصرية بالخارج.
** ما ملامح خطة عمل الوزارة التي ستقومين بطرحها علي البرلمان؟ جميع الخطط المستقبلية أصبحت ملموسة، فمثلاً قمنا بالمبادرة الخاصة بإجراء الأطباء المصريين بالخارج عمليات جراحية لغير القادرين من المصريين في الداخل، وهي مبادرة لاقت الكثير من الاستحسان في الداخل والخارج، وهي مجرد بادرة لاستقدام العقول المهاجرة والاستفادة بخبراتها، كما أريد أن أضيف أن الكثير من المصريين، ومنهم طبيب هاجر إلى أستراليا منذ الثمانينيات، عرض قدومه على الفور، وهو ما يعني أن كل ما كان ينقصه هي قناة التواصل التي فتحناها معهم، كما أنني أنوي الاستفادة من الأطباء المصريين في الخارج في مشروع العاصمة الإدارية الجديدة، لأنه بالطبع سيكون بها مركز طبي ومستشفيات، ومهمتي أن أتابع استقدام الخبراء والعلماء وربطهم بمصر بغرض الاستفادة منهم، وتلبية احتياجاتهم حتى يتثنى لهم العمل ونقل خبراتهم بسهولة وبدون معوقات.
**يرى البعض أن جلب العقول المهاجرة من العلماء مهمة صعبة.. خاصة أنها فشلت قبل ذلك؟ ليست مهمة صعبة.. مبادرة خاصة لجلب العقول المصرية في الخارج والبداية ستكون من خلال الأطباء المتخصصين وخاصة في أمراض الكبد، حيث ستبدأ المبادرة فبراير القادم من خلال قيام عدد من الأطباء المهاجرين لإجراء عمليات جراحية لغير القادرين وسيتم إجراؤها في معهد ناصر ووزارة الصحة لديها بيان بالحالات المرضية والحالات التي تحتاج عمليات.
**وما أهم المعوقات التي تقابلكم؟ هناك العديد من المشاكل والتحديات التى تراكمت على مدار السنوات مثل التأمينات والمعاشات ونقل الجاثمين والتحويلات الخارجية حيث "مشاكل اتركنت" كان فيها جهد لكن الجهد توقف عند حد معين، وبعودة وزارة الهجرة للحكومة المصرية، سنقوم بفتح هذه الملفات، وقد قمت بعمل اجتماع مع وزيرة التضامن الاجتماعي لبحث موضوع المعاشات.