قال المؤرخ الإسرائيلي جاي بيخور، إن موافقة الإمارات على فتح مكتب تمثيلي لإسرائيل في أبو ظبي, يعتبر نجاحا كبيرا لتل أبيب, كما يثبت أن التطبيع مع العالم العربي, ليس مرتبطا بحل الصراع مع الفلسطينيين. وفي حديث أدلى به لبرنامج "العالم هذا الصباح" على القناة الثانية للتليفزيون الإسرائيلي في 4 ديسمبر, تحدث بيخور عن أمر خطير مفاده أن هناك علاقات جيدة للغاية تجمع بين تل أبيب ودول الخليج, وأن السلطات الإماراتية هي من طلبت أن يتم افتتاح الممثلية الإسرائيلية في أبوظبي تحت غطاء المنظمة الدولية للطاقة المتجددة "إيرينا"، لكي يتم تقبل الأمر عربيا. وتابع "من يعرف دول الخليج جيدا، يعرف أيضا أنهم سئموا من الفلسطينيين ولا يحبونهم، لأن الخليجيين يرون في الفلسطينيين أناسا يسعون إلى التخريب". واستطرد " "افتتاح الممثلية الإسرائيلية في أبو ظبي ينسف النظرية القائلة بأن التقدم في علاقات إسرائيل مع الدول العربية مرهون بحدوث تقدم في المفاوضات مع الفلسطينيين". وانتهى بيخور إلى القول :"إذا سألنا أنفسنا ما الذي بقي أصلا من الوطن العربي؟ فالإجابة تكون, دولتان أو ثلاث في الخليج", على حد زعمه. وكان المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية، دوري جولد، قال إن العلاقات بين إسرائيل ودولة الإمارات العربية المتحدة لن تكون بعد الآن "علاقة حب سرية", بل ستتبع قنوات "رسمية". وأضاف جولد، في تصريحات أدلى بها للإذاعة الإسرائيلية في مطلع ديسمبر، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أشاد به بمناسبة افتتاح ممثلية لإسرائيل في أبو ظبي. وأكد جولد أن العلم الإسرائيلي سيرفع في مكتب الممثلية بأبوظبي، وسوف تعلق بداخله صور الرئيس الإسرائيلي ورئيس الوزراء. وفي افتتاح الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء الإسرائيلي في 29 نوفمبر الماضي، قال نتنياهو أيضا عن افتتاح الممثلية الإسرائيلية في أبوظبي :" إنه يعكس التقدير الذي حصلت عليه إسرائيل في كثير من المجالات المختلفة، بما في ذلك التكنولوجيا، داخل وخارج منطقة الشرق الأوسط". وعبر حسابه الرسمي على موقع "تويتر", قال نتنياهو :"تلك الخطوة تعبر عن مدى التقدير والاحترام الذي تلقاه اسرائيل في أبوظبي". وبدورها, قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية :" ليس لدى الإمارات وإسرائيل في الوقت الراهن علاقات دبلوماسية رسمية، حيث يمنع حاملي جوازات السفر الإسرائيلية من دخول هذه الدولة الخليجية، لكن تقارير أفادت بأن البلدين يقومان بإجراء مناقشات سرية منذ سنوات عديدة لتدفئة العلاقات والروابط بينهما". وأضافت الصحيفة "في يناير 2010، أصبح عوزي لنداو أول وزير في الحكومة الإسرائيلية يزور دولة الإمارات، عندما توجه للمشاركة في مؤتمر الوكالة الدولية للطاقة المتجددة في أبو ظبي. وبعد شهر، اغتيل ناشط حركة حماس البارز محمود المبحوح في دبي في حادث ألقي باللوم فيه على الموساد، وأثار غضبا عالميا". وكانت الإمارات وفي خطوة مفاجئة أكدت موافقتها على افتتاح ممثلية إسرائيلية ترقى لقنصلية في أبوظبي، كما أعلنت تل أبيب أن دوري جولد، أمين عام وزارة الخارجية الإسرائيلية، زار أبوظبي والتقى كبار المسئلين بها. ووصفت وسائل الإعلام الإسرائيلية خطوة الإمارات بأنها تطبيع رسمي, وأنها تعتبر تتويجا لعلاقات سرية واسعة بين أبوظبي وتل أبيب, شملت التعاون الأمني والمخابراتي والاقتصادي, وغيرها بقيادة القيادي المفصول من حركة فتح الفبلسطينية محمد دحلان مستشار ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد, الحاكم الفعلي للإمارات, على حد قولها.