على كُل حال الإنسان لا يتعشم إلا فيمن يُحبهم , لكني سأفترض أن بيني وبين كُل مصري عشم , وسأتكلم على طبيعتي حول أشياء قد لايكون بينها رابط إلا ( العشم ) . (1) - تمنيت أن أجتمع مع سائقي التريلات لأُحدثهم عن السلوك غير الحضاري والغير انساني الذي يُرتكب كُل ساعه على الطريق حتي أنني شعرت للحظة أنه من المستحيل أن تسير التريلات على يمين الطريق , وتأملت مشهدها ساخراً وسألت نفسي ؟ هل التريلات لا تسير على اليمين لأنها ليست من أصحاب اليمين !! أم أنها تريلات يسارية !! لابد أن هُناك مشكلة ! لا أنكر أبداً أن النظام عقيم , لكن عقولنا أيضاً أصابها شىء من العقم , فقُلت لنفسي من باب العشم هل يُمكن أن ينضبط هؤلاء السائقين دون قانون , وكانت الإجابة فى وجهة نظري أن لا ..!! لابد من قانون , بل قانون رادع وقوي فنحن شعب يخاف ميختشيش !! . (2) - بماذا يشعر سائق التوكتوك وقد علت أصوات الأغاني الصاخبه وتعالت نغمات الأغاني الهابطة تضرب فى رأسه وقلبه ليل نهار , ما هي تلك السعادة الغريبة التي يشعر بها ؟ هل هي إدمان ؟ حالة نفسية ؟ مشكلة اجتماعية ؟ وإن كانت إدمان فما العلاج ؟ وإن كانت حاله نفسية فهل يُمكن أن نري مستقبلاً مستشفى علاج أمراض التكاتك !! من باب العشم في هؤلاء الشباب سألت نفسي هل يُمكن أن أقدم لهم دور دعوي وأنصح لهم ، مرت أول توكتوك من أمامي وصوته عالي جداً ، فقلت له بصوت أعلي وأنا أشير بإصبعي " يا أخي بالله هدي الصوت ده " وكأنني هواء مرَ من أمام توكتكه !! فهل يمكن أن يكون الدور الدعوي هو الحل ؟!! أنا لا أقلل من الدور الدعوي ، لكن أيضاً هذه المشكلة تحتاج إلي قانون وإلي عقاب رادع لهؤلاء الفوضويين ، لأننا وبدون زعل شعب يخاف ميختشيش !! . (3) - جاري يؤذيني بأكياس قمامته ، فكُل يوم يضع الكيس إلي جانب بيتي ، وكُل يوم يرفع الكيس أبي أو أرفعه أنا ، من باب العشم فكرت أن أتكلم مع جاري لإنهاء هذه المشكلة ، لكن ماذا سأفعل مع صاحب المطعم وهو جاري أيضاً وقد أهلكنا بذباب مطعمه ، وماذا أفعل مع عامل القمامة الذي يرفض رفع القمامة أصلاً ومطلوب مني أن أرفعهاً إلي مكانها في مقطورة القمامة ؟ هل يُمكن أن تُحل كُل هذه المشاكل بالعشم ؟ نعم قد يُحل منها أشياء ، لكن القانون الحازم ينهيها في ساعة . . (4) سيارتي الحديثة أهلكتها مطبات الطريق الموصل إلي قريتي ، حتي أنني أشعر أحينا أن المطب حين يحك في السيارة من أسفل كأنه حك في رأسي !! وحدثني أحد أقربائي أن ميزانية الأسفلت لقريتنا 200 الف جنيه والعام قبل الماضي رئيس المجلس المحلي غير الخطة من تسفيل الطريق الرئيسي الى تسفيل طريق فرعي لأنه يمر من أمام بيته !! فهل من باب العشم يُمكن أن تُحل هذه المشكلة ؟ الحقيقة لا ، والمجالس المحلية هي أساس فساد هذه البلد ، وغياب الرقابة هي الكارثة التي ستكبر يوماً بعد يوم حتي تهلكنا جميعاً . . (5) عشمي في الله كبير ، لكن الله لا يُغير ما بقوم حتي يُغيروا ما بأنفسهم ، فإن كُنتَ سائق تريلاً أرجوك الزم يمين الطريق ، وإن كُنت سائق توكتوك فأرجوك لا تزعجني بأغانيك الهابطة وارحم قلبك وقلوبنا ، وإن كُنت جاري فأرجوك لا تزعجني بقمامتك ولا برائحة مطعمك المُميز !! وإن كُنت موظفاً في المجلس المحلي أرجوك اعمل بجد وأمانه ودعك من ( شغل ال 3 ورقات ) واعلم أن عيون الناس لو غابت عنك فعين الله يقظة لا تنام ، وإن كُنت مواطناً في شوارعنا فأرجوك حاول تفعل شىء إيجابي حتي وإن نامت الحكومة وقصرت ، فلا داعي لإلقاء قمامتك في الشارع ، ولا داعي للتحرش ببنات الناس ، ولا داعي لسرقة ما ليس من حقك .. ومن باب العشم لا تكن فوضوي وترهقني بفوضويتك , ولا تعيش فى دور الثائر البطل وتنهكنا بثوريتك وتجعل مني شىء تستخدمه لإظهار بطولتك , من باب العشم كُن إنساناً وكفي . إنتهي . #من_باب_العشم للتواصل مع الكاتب عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.