حالة من الذعر تنتاب قطاع السياحة، بعد إعلان روسيا بشكل رسمي اليوم، تفجير الطائرة الروسية، فوق شبة جزيرة سيناء، في نهاية أكتوبر الماضي، وتأكيدها بالعثور على بقايا مواد مفجرة في حطام الطائرة، ما يشكل تهديدًا مباشرًا للسياحة المصرية والتي تعد أحد أهم دعائم الاقتصاد المتداعي. فيما أثيرت تخوفات وتساؤلات حول وضع المطارات المصرية في المستقبل، خصوصًا وأن الطائرة الروسية والتي راح ضحيتها أكثر من 224شخصًا، أقلعت من مطار شرم الشيخ الدولي، بعد أنباء عن طلب أوروبي من الحكومة المصرية بوضع المطارات تحت الرقابة، لعودة سياحها لمصر. ودعا رجل الأعمال المهندس نجيب ساويرس رئيس حزب "المصريين الأحرار"، الحزب المتصدر في الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية، شركات الأمن العالمية لمراجعة تأمين المطارات المصرية، الأمر الذي أثار استياء متابعيه، لكونه يجعل عمل مطارات مصر مرهونة بموافقة شركات الأمن العالمية عليها، ما ينزع عنها مبدأي الاستقلال والسيادة، وفق قولهم. وكان الطيار حسام كمال وزير الطيران المدني أكد أن جميع المطارات المصرية تطبق المعايير الدولية في التأمين والسلامة وتخضع لمراجعات دورية من سلطة الطيران المدني المصري وهيئات التفتيش الدولية، كما تتعاون السلطات المصرية مع مفتشي هيئة الطيران الأمريكية FAA والجانب البريطاني في تطبيق أي إجراءات إضافية مطلوبة. وأوضح أنه بخصوص ما تداول عن فرضية إسقاط الطائرة الروسية عن طريق تفجير داخلي فأن لجنة التحقيق لم يظهر لديها حتى الآن أية شواهد أو بيانات تؤكد هذه الفرضية، كما أن مصر تحرص على دقة وسلامة التحقيق في الحادث بما يضمن ظهور الحقائق للعالم حرصاً على سلامة وأمن الطيران بوجه عام. وقبل أيام وصلت عدة لجان دولية روسية وهولندية وألمانية وانجليزية إلى مطار القاهرة و شرم الشيخ للاطمئنان على إجراءات الأمن في المطارات، بعد سقوط الطائرة الروسية، وفقا لمصدر داخل وزارة الطيران المدني. وكشف مصدر ل"المصريون" عن زيارة وفد أمريكي من إدارة مجلس سلامة النقل TSA لتفقد إجراءات الأمن التي تتخذها سلطات مطار القاهرة لتأمين الركاب والحقائب على الرحلات الأمريكية. وأوضح أن تلك اللجنة تزور مصر مرتين في العام. وتابع "كما يصل لجان من منظمة الطيران المدني الدولية كل عامين لمراجعة إجراءات الأمن على كافة المطارات". وعن الدعوات لوضع مطارات مصر تحت الرقابة الدولية، نفى المصدر وصول أي دعوات دولية لمصر بعد سقوط الطائرة الروسية لإخضاع المطارات تحت الرقابة الدولية، مشددا على أن تلك الحوادث تحدث في جميع أنحاء العالم. وقال اللواء وائل المعداوي وزير الطيران الأسبق، إن "الداعين لوضع مطارات مصر تحت الرقابة الدولية، لا يفهمون أن تلك الدعوات تمثل احتلالاً لمصر، وان وضع المطارات تحت الرقابة الدولية لا يحدث إلا في الدول المستعمرة"، مشددًا في الوقت ذاته على ضرورة إن يكون الموقف المصري قوي أمام تلك الدعوات. وأضاف: "لو الرقابة الدولية كانت تنفع، كانت نفعت باريس والولايات المتحدة وانجلترا من قبل"، متسائلاً عن الدول الكبيرة التي لم تسلم من الإرهاب وذلك لو تم التسليم بأن الطائرة الروسية قد تم تفجيرها؟ وأشار الوزير السابق إلى أن المطارات المصرية تخضع للرقابة بالفعل، ولكن من منظمة الطيران العالمية والتي تقوم بالتفتيش على مطارات العالم كل عامين. وقال اللواء جمال أبو ذكري، الخبير العسكري بجهاز الأمن القومي، إن مصر لن تقبل بالرقابة على مطاراتها، إلا وفق الحدود التي نضعها للمراقبين. وأضاف أنه لا يعارض فكرة الرقابة الدولية على المطارات، مشيرًا إلى إن الرقابة الدولية موجودة سواء على الانتخابات التي نجريها في مصر، أو من خلال لجان حقوق الإنسان التي ترسلها الدول للرقابة على حقوق الإنسان في مصر. وأوضح أن تلك الرقابة لا تمثل تعديًا على الدولة، مطالبًا بعدم اخذ تلك الدعوات بحساسية، وفق قوله.