أيد الدكتور محمد محسوب - وزير الشؤون القانونية الاسبق - دعوات الاصطفاف بين قوى ثورة يناير لافتاً إلى أنها الوسيلة الوحيدة لإستعادة الثورة . وقال "محسوب في تدوينة" : منذ أول نداء لثورة يناير كان اصطفاف أهل التحرير لعيش وحرية وعدالة اجتماعية وكرامة للمواطن وللوطن.. لم يتغيّر أساس ثورتنا ولا أساس اصطفافنا.. جمعتنا رؤية التغيير.. وقسمتنا اجتهادات حول طريقة التغيير.. لكن تبقى الرؤية واحدة.. ومن يشذّ فإنما يشذ لميدان آخر لا حرية فيه ولا تحرير..لم يُخطئ الحالمون الذي استشعروا أن الدنيا دانت لإرادة الشعب.. ولم يُخطئ المصلحون الذين حاولوا أن تمر الثورة دون مزيد من دماء.. وأن القديم يمكن أن يتصالح مع الجديد.. كلاهما كان يرغب في أن يصل لأحلام الثورة بأدواته.. وبملكاته وباجتهاداته.. لكن خطأهما أنهما حاولا منفصلين متباعيد.. ومتعاديين.. وأنهما عندما تعارضا في الوسائل نسيا المقاصد التي بنتها ثلاثون سنة من المكابدة وخمس سنوات من الترتيب والإعداد ليوم التغيير بالحسنى "بحسب قوله" وأضاف: اليوم هناك من لا يزال أسيرا للخلاف حول الوسائل وحول المواقف بشأنها وحول الأخطاء التي وقع الجميع فيها.. وهذا سيأخذ وقته ليصل إلى القناعة بأن الالتفاف حول المقاصد الأولى هو ما يستعيد روح يناير واصطفافه.. لكن المشكلة أن هناك من يحاول أن يقول للناس لم يكن في يناير اصطفاف.. ولم ترفع الثورة مطالبا هي مقاصد كل شعب مصر.. وأن ما حصل هو أن هذا تمكن بكثرته أن يُنقذ.. وأن هذا تمكن بتواصله أن أن يحاصر سلطة مبارك.. وأن هذا استطاع بدهائه أن يُراوغهم.. وأن ذلك تمكن بذكائه... الخ.. وتساءل محسوب عن الطريقة التي نفذ بها "السيسي لقلب الثورة - بحسب رأيه - لافتاً إلى أنه طالما كان الجميع قادرا.. و متمكنا وذكيا وداهية.. فكيف وصل السيسي للحكم قائلاً: لا توجد مؤامرة يمكن أن تُسقط ثورة شعبية إن لم يكن الداء في قلب ثوّارها وفي طريقة أدائهم وفي أخطاء اجتهاداتهم .. فتواضعوا.. فما دخل التواضع في أمر إلى زانه.. وما دخل الكبر في شئ إلا شانه.. تواضعوا يرحمكم الله.. وتابع : الأخطر.. أنا فريقا آخر يحاول أن يضع ثوابت غير ثوابت الثورة وأسسا للانتفاض غير تلك التي اجتمع عليها شعبنا.. لم يُدرك هذا الفريق أيضا أن الشعوب تختلف فيما بينها – وهذا هو الأصل – وعندما تجتمع على مطالب واحدة فلا يجوز أن تقول لها: اسمعوا انتم تجتمعون على مطالب خاطئة.. عليكم أن تتفقوا على ما نطرحه عليكم.. أي فكر فقير هذا.. يُمكن لكل شخص أن يؤسس لفكرته ولرؤيته بفكر يعتقده صوابا.. لكن الكارثة تأتي عتدما لا يرى صوابا غيره.. منفصلا عن الواقع وبعيدا عن آلام الشعب وطموحاته.. وقديما قال الحافظ بن القيم أن من لا يدرك الوقع لا تُقبل فتواه.. "بحسب رأيه" *** وأستدرك : اصطفافنا لا مرواغة فيه ولا مساومة.. لا مفاضلة فيه ولا مفاوضة.. لا كذب فيه ولا تدليس.. لا اختراع فيه ولا هرطقة.. اصطفافنا هو حول مطالب شعبنا في يناير.. لم تتحقق وعلى شبابه أن يُحققها.. من يراها تستحق الاصطفاف من جديد فها هو الميدان ليس مُلكا لأحد.. وهذه هي الثورة ليست حكرا لأحد.. لا يملك أحد صكوك الانضمام إليها ولا حق الإقصاء منها.. وأول علامات من يشذُّ عن ثورتنا هو من تسمع منه.. هذا يرجع وهذا يُبعد.. هذا خان وهذا تآمر.. هذا يُقصى وهذا يُضم.. لافتاً إلى أن هؤلاء دعاة على أبواب الانقسام ليظل السيسي في الحكم .. ولتبقى مصر مُحاصرة بين القمع والفشل.. نحن لسنا أمام تشكيل فريق كرة قدم.. ولا يحق لأحد أن يفرض تشكيلا لأبناء ثورة لا يملكها إلا شعبنا.. ولا ينضم لها إلا من اصطف خلف مطالب هذا الشعب "بحسب وصفه"