تتجه الأزمة بين كل من المملكة العربية السعودية وبريطانيا إلى التصعيد بموازاة الحكم في الرياض على البريطاني أندريه كارل (74 عامًا) ب"السجن والجلد بسبب تصنيعه الخمر في المملكة، الأمر الذي يعني أن الأيام المقبلة تُنبئ بالمزيد من التعقيدات بين لندنوالرياض، نتيجة لتداخل عوامل مختلفة سياسيًا وحقوقيًا. صحيفة "الخليج الجديد" فى تحليل لها عن الأزمة السعودية البريطانية، أشارت إلى أن الحكومة البريطانية ألغت الشهر الحالي عقدًا استشاريًا للتعاون في مجال السجون مع السعودية، بموازاة الحكم على أندريه كارل في المملكة، لافتة أيضًا بأن إلغاء العقد مع محاولة بريطانيا ثني السعودية عن إعدام الشاب "علي النمر" (21 عامًا)، فيما تدخلت سابقًا لإيقاف جلد الناشط رائف بدوى. ونقلت الصحيفة عن مراقبين رأيهم بأن الحملة التي قادها "كوربين" ضد المملكة العربية السعودية تُعدّ من أهم أسباب الأزمة الحالية، والتي أدت في نهاية المطاف إلى إلغاء العقد الاستشاري البريطاني لإصلاح السجون في الرياض. وكان «كوربين» قد أكد في حملته ضد هذا العقد، "أهمية الضغط على السعودية لإيقاف حكم الإعدام ضد الشاب علي النمر"، بحسب رسالة وجّهها شخصيًا لكاميرون ليبدو بأن "كوربين" عازم على الذهاب بعيدًا في انتقاد السعودية، ربما أكثر من أي زعيم بريطاني آخر اليوم لتصل أنه افتتح برنامجه الأسبوعي على موقع «يوتيوب»، في منتصف شهر أكتوبر الحالي، بالحديث عن موضوع جلد «كارل» وإعدام «النمر»، وتأكيده على «أهمية خطوة إلغاء عقد وزارة العدل البريطانية مع السعودية. وكان السفير السعودي قد حذر في بريطانيا الأمير محمد بن نواف بن عبد العزيز، من مخاطر تهدد علاقة بلاده بلندن، على خلفية ما أسماه ب"التغيير المثير للقلق" في طريقة مناقشة القضايا التي تخص السعودية في الصحافة البريطانية، ومن قبل بعض أعضاء البرلمان، وبعض المنظمات غير الحكومية. وحذّر السفير السعودي في مقال له الاثنين الماضى، نشره في صحيفة "التيلجراف" البريطانية، ونقلته للعربية وكالة الأنباء السعودية الرسمية، وهيئة الإذاعة البريطانية "البي بي سي"، من تداعيات الحملة التي تتعرض لها بلاده في بريطانيا، وقال: "لطالما إضطرت المملكة لمواجهة الأفكار المغلوطة ونقص الفهم لمواقفها حيال مختلف الموضوعات، إلا أنني أجد نفسي مضطراً في هذه المرة إلى تناول بعض الانتقادات الذي تعرضت لها بلدي مؤخراً؛ إذ يبدو أن أهمية المملكة العربية السعودية لأمن المملكة المتحدة ومنطقة الشرق الاوسط، بالإضافة إلى دورها الأساسي في العالم العربي والاسلامي بوصفها مهد الاسلام، يبدو أنه ليس بالمهم عند أولئك الذين أثاروا هذا التغيّر المقلق، إلا أنه يتوجب أن يكون مصدر قلق كبير لجميع أولئك الذين لا يريدون رؤية تداعيات خطيرة محتملة التي قد تضرّ الشراكة الاستراتيجية ذات المنفعة المتبادلة التي تمتّع بها بلدانا منذ مدةً طويلةً". وتطرق السفير السعودي إلى ما وصفه "الأهمية التي تمثلها بلاده بالنسبة لأمن بريطانيا ودول الشرق الأوسط"، مؤكدا على أن "السعودية دولة ذات سيادة، ودينها الإسلام ودستورها مرتكز على ما جاء في القرآن الكريم"، موضحاً أن "القضاء في البلاد مرتكز على أحكام الشريعة". ومضى الأمير محمد بن نواف يقول إن "السعودية تحترم التقاليد والأعراف والدين في بريطانيا، لذا فإننا نطالبها بمعاملتنا بالمثل"، موضحاً "لا نسعى للحصول على تعامل مختلف إلا أننا نتوقع بعض العدل". وانتقد السفير السعودي زعيم المعارضة البريطانية جيريمي كوربين، قائلا إنه "خرق الاحترام المتبادل بين البلدين عندما قال إنه أقنع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بإلغاء صفقة لبناء سجن في السعودية بقيمة 5.9 مليون جنيه استرليني". وشدد على أنه "إذا كانت العلاقات التجارية واسعة النطاق بين البلدين ستخضع لأيديولوجيات سياسية معينة، فإن ذلك سيشكل خطراً على التبادل التجاري الهام بين البلدين".