ألقت قوات الأمن على رجل الأعمال الإخواني حسن مالك، بعد أن داهمت منزله بالتجمع الخامس دون تحديد التهم الموجهة إليه، ليصبح أبرز شخصية إخوانية يتم اعتقالها منذ شهور. لم يكن القبض على مالك هو المرة الأولى، ففي الثمانينيات أنشأ شركة "سلسبيل"، وكانت من أوائل الشركات المصرية في مجال نظم المعلومات، وتم إغلاقها عام 1992 في قضية مشهورة طالت عددًا من قيادات الجماعة حكم خلالها على مالك بالحبس الاحتياطي لمدة عام كامل. كانت شركة سلسبيل تلك متخصصة في البرمجيات والكمبيوتر وكانت من أولى الشركات وقتها في هذا التخصص، ولم يزد عمرها في السوق عن 3 سنوات؛ وبعد حصولها على المناقصة الخاصة بالدورة الأفريقية، فتم تلفيق تلك القضية لإبعاده عن هذه المناقصة. في ديسمبر 2006، أحال الرئيس المخلوع حسني مبارك بصفته الحاكم العسكري للبلاد خيرت الشاطر وحسن مالك ضمن 40 من قيادات جماعة الإخوان المسلمين ورجال أعمال إلى المحاكمة العسكرية الاستثنائية. وقال مكتب الحاكم العسكري برئاسة الحكومة إنه تمت إحالة المتهمين إلى القضاء العسكري لاتهامهم بقيادة جماعة محظورة تعمل على قلب نظام الحكم، وتعطيل العمل بالدستور وغسيل الأموال . تمت الإحالة بعد حصول الإخوان علي 3 أحكام بالبراءة من المحاكم المدنية ولكن تم تحويلهم للمحاكم العسكرية الاستثنائية. في أبريل 2008حكم عليه بالسجن 7 سنوات وتمت مصادرة أمواله هو وأسرته وذلك بعد مصادرتها عدة مرات في التسعينات. ساهم مالك في تزويج الشباب وكان همه الأول توفير فرص عمل للشباب وبالفعل نجح في الاتفاق مع شركات أجنبية لتفتتح فروعًا لها بمصر، وكان قد بدأ في مشروع لإنشاء مصنع بالعاشر من رمضان بالشراكة مع شركة تركية وقد تم شراء الأرض فعلاً؛ ولكن بعد اعتقاله توقف المصنع الذي كان سيستوعب على الأقل 1000 عامل والأسوأ أنه بعد اعتقاله هربت تلك الشركات وعادت لبلادها فضلاً عن أنه بعد أن تم إغلاق وتشميع شركته "رواج" التي تدير باقي أعماله تم تشريد 400 عامل وموظف. بعد خروجه من السجن أنشأ عدة شركات تجارية اكتسبت شهرة كبيرة في مصر مثل "استقبال" للأثاث و"سرار" للملابس، كما أنه شريك بإحدى شركات الغزل والنسيج التي تملكها أسرته. لم يحمل مالك لقبا تنظيما، لكن محاضر نيابة أمن الدولة تفيد بأن مالك هو أحد أضلاع تمويل الجماعة، والتي يقاسمه فيها الشاطر وعبد الرحمن سعودي، والتي دفعت بالثلاثة لقضية غسيل الأموال بجانب ندا. ولد حسن عز الدين يوسف لعائلة من التجار، حيث كان والده تاجرا ولعائلته العديد من محلات القماش بالأزهر، ونشأ في بيئة قريبة من الإخوان المسلمين، حيث أن والده عز الدين مالك إخواني اعتقل عدة مرات. حفظ مالك القرآن كاملاً في طفولته كما إخوته وانخرطوا في سوق العمل مبكرا منذ كان طالبا، تخرج لاحقا من كلية التجارة جامعة الإسكندرية، وورث حسن وأخوته "مصنع مالك" للغزل والنسيج في مدينة السادس من أكتوبر. انتخب رئيسًا لجمعية رجال الأعمال الأتراك بمصر باعتباره رجلاً يساهم في التنمية التجارية التركية، وقد أرسل السفير التركي بعد اعتقاله اعتراضًا لوزير التجارة والصناعة محمد رشيد.