قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، إن ارتفاع وتيرة العنف فى الشارع المصرى خلال الأسبوع الماضى يكشف فشل المجلس العسكرى فى استكمال مسيرة التحول الديمقراطى الذى تشهده البلاد، مشيرة إلى أن المجلس العسكرى يعرقل مسيرة هذا التحول الديمقراطى. ورأت الصحيفة فى تقرير نشرته عن الانتخابات المصرية وما شهده ميدان التحرير وشارع قصر العينى أمام مجلس الوزراء مؤخرًا، أن المجلس العسكرى يُفضل أن يحل الاشتباكات بين القوى السياسية وبعضها البعض فى الشوارع والميادين بدلا من دهاليز السلطة، وذلك حتى تتيح له تلك الظروف الاستمرار فترة أكبر فى سدة الحكم فى مصر. وقالت إن المجلس العسكرى كثيرًا ما يصطنع الأحداث التى تنتهى فى النهاية لأحداث عنف من أجل لفت انتباه الشارع السياسى المصرى عن المطالبة بالاستمرار فى التحول الديمقراطى الذى ينشده المصريين جميعًا. وأوضحت الصحيفة، أن الأحداث التى شهدها ميدان التحرير وشارع قصر العينى أمام مجلس الوزراء والتى خلفت 14 قتيلا، قد شهدت للمرة الأولى سحل فتيات ممن شاركن فى الاعتصام أمام مجلس الوزراء اعتراضًا على استمرار "العسكرى" فى الحكم وعدم تحديد جدول زمنى لنقل السلطة. وأشارت الصحيفة الأمريكية، إلى أن المجلس العسكرى فشل فى استغلال الفرصة التى أتاحها له التاريخ من أجل الإشراف على التحول الديمقراطى الذى تشهده مصر، ويكون راعيًا أمينًا له ومشرفًا له كما تمنى المصريون. وقالت إن "العسكرى" حاول أن يعالج فشله فى استغلال الفرصة المتاحة له للإشراف على التحول الديمقراطى فى مصر بأن قام بإلقاء اللوم على بعض فلول الوطنى المنحل وبعض أتباع مبارك وبعض المسجونين فى طرة على أنهم هم الذين قاموا بإحراق المجمع العلمى والاعتداء على شباب مصر فى ميدان التحرير وقتل الكثير منهم. وأوضحت الصحيفة، أن الشارع المصرى وافق على مضض على تشكيل الدكتور كمال الجنزورى لحكومة الإنقاذ الوطنى، بعدما أعلن المجلس العسكرى عن عزمه إعطاء هذه الحكومة كل الصلاحيات التى يريدها من أجل العبور بمصر مما تمر به من أزمات سياسية واقتصادية، مشيرة إلى أن هذا الأمل تبدد وشعر المصريون بالإحباط بعدما اكتشفوا أنه لا توجد هناك أى صلاحيات تم منحها وإعطاؤها للجنزورى . وترسم الصحيفة فى تقريرها خريطة للخروج الآمن مما تعانى منه مصر, وتشير إلى أن أولى الخطوات المهمة التى يجب أن ينتهجها العسكرى فى حكمه للبلاد هو الإصرار على الاستمرار فى التحول الديمقراطى الذى يصر عليه المصريون بلا استثناء والعمل على تطبيق آليات الديمقراطية فى مصر كبداية حقيقية لمصر الجديدة وأن يدعم القوى السياسية ما دامت تنتهج المصلحة العامة لمصر تاركًُا الملعب السياسى إلى غير رجعة منه، عائدًا إلى ثكناته التى طالما طالبه بها الشارع المصرى . وأشارت إلى أن العسكرى رغم ما قام به وحاول أن يفعله من أجل وأد التجربة الديمقراطية فى مصر لكن الشعب بما فيهم القوى السياسية من الإخوان والجماعة الإسلامية منعوا ذلك وحدثت الانتخابات بمرحلتيها الأولى والثانية وفى انتظار المرحلة الثالثة وهو ما يعول عليه الإسلاميون كثيرًا فى حصولهم على الأغلبية فى الانتخابات وتشكيلهم الحكومة المقبلة . ولفتت الصحيفة إلى أن الأسباب التى دفعت الشارع المصرى إلى التصويت للحرية والعدالة- الجناح السياسى للإخوان المسلمين- هي أن الجماعة لديها مشروع اقتصادى جيد قادر على انتشال مصر مما فيه من مشاكل اقتصادية كبيرة .