سائق الصحفى عمرو الليثى، المتهم بإرسال رسائل تهديد إلى عدد من الصحفيين عبر الهاتف المحمول، قال إن الليثى هو الذى أعطاه المال لشراء هاتف محمول، وطلب منه إرسال رسائل تهديد إليه، وإعلاميين آخرين، بينهم مجدى الجلاد، وعادل حمودة. الاعترافات نقلتها صحيفة "المصرى اليوم" يوم أمس.. والواقعة فى مجملها تنقل جانبًا مما يجرى فى "قعدات الليل" بين الباحثين عن بطولات "مزيفة" من ناحية، ومعامل صناعة نجوم "شربات" من "فسيخ" العاملين فى صاحبة الجلالة. ما حدث يعتبر إعادة إنتاج لخبرات أهل الفن الباحثين عن "النجومية" من خلال إطلاق الشائعات عن أنفسهم.. أو بالاتفاق مع محرر الصفحة الفنية فى أية جريدة، بنشر خبر عن زواج فنانة أو طلاقها.. أو دخولها فى قصة حب جديدة مع أحد نجوم الفن أو السياسة أو الصحافة الكبار.. ثم تظهر بعدها على الشاشات وصفحات الجرائد لتنفى "الشائعة" وتكيل الاتهامات للحاقدين والحاسدين والغيرة التى تكوى نارها قلوب منافسيها الأقل "موهبة".. ولتصبح بعدها حديث قعدات النميمة فى كل مكان بالمجتمع.. وغالبا ما يكون مثل هذا المنحى هو خيار الفاشلين والتافهين والعاجزين عن الإبداع الحقيقى، فيبحثون عن "التسويق" من خلال العلاقات العامة مع وسائل الإعلام. الملاحظ هنا أن رسائل التهديد التى أرسلها سائق الليثى اختارت شخصيات صحفية نالها قدر كبير من الشكوك بشأن خدمتها لنظام مبارك.. وبعضها يصنف صراحة بأنه "فلول".. غير أن اللافت أن اثنين منهم، طرحا من خلال تسريبات صحفية مفتعلة، كمرشحين لتولى حقيبة الإعلام عشية البحث عن وزراء جدد فى حكومة د. كمال الجنزورى. وعلى الرغم من أن هذه الوزارة على وجه التحديد، تعتبر أحد أبرز تجليات الدولة الشمولية، ولم تعد تليق بدولة ديمقراطية، وأنه قد استقر فى ضمير المناضلين الديمقراطيين وفى التجارب السياسية المدنية، بأنه لا يمكن بحال أن تستقيم حرية الرأى والتعبير مع وجود وزارة للإعلام.. إلا أن كثيرا من الصحفيين المصريين المحسوبين على التيار الليبرالى، على استعداد لتقديم تنازلات كبيرة وضخمة نظير الإنعام عليهم بمنصب وزير الإعلام! التهديدات بالقتل إذن كانت "مسرحية".. وهى أحد تجليات الاحتكام إلى "الشو الإعلامى" فى فرز المرشحين للعمل العام.. إما من خلال التسويق بإعادة التغليف بورق "سوليفان" برامج ال "توك شو".. أو من خلال "البلطجة" الإعلامية والشرشحة واستخدام خطاب إعلامى عدوانى يستهدف إرهاب صانع القرار وابتزازه ووضعه أمام خيارين أحلاهما مر: إما الاستجابة للابتزازات وإما أن يتحمل تقطيع "هدومه" وعلى الهواء مباشرة. [email protected]