رغم تأكيد رئيس جنوب السودان سليفاكير ميادريت أكثر من مرة أن بلاده ستكون واحة للاستقرار في إفريقيا، إلا أن زيارته لتل أبيب يبدو أنها لن تخرج عن التقارير المتزايدة حول مساعي الكيان الصهيوني لبناء شبكة تحالفات في القارة السمراء لمواجهة ما سماه قادة إسرائيل تهديدات "الربيع العربي". ولعل تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تدعم صحة ما سبق ، حيث أكد أن تل أبيب سترسل بعثة إلى دولة جنوب السودان لبحث سبل مساعدة الدولة الوليدة .وتابع نتنياهو بعد لقائه سيلفاكير في تل أبيب في 20 ديسمبر أن وفدا إسرائيليا سيتوجه إلى جنوب السودان لبحث كيفية مساعدة الناس الذين مروا بمعاناة كبيرة في السنوات الأخيرة لتطوير دولتهم الجديدة" ورغم أن صحيفة "جيروزاليم بوست" أشارت إلى أن مباحثات نتنياهو وسيلفاكير ركزت على قضية المهاجرين غير الشرعيين من جنوب السودان الذين يتسللون إلى إسرائيل، إلا أن تصريحات رئيس الحكومة الإسرائيلية حول العمل على إعادة عودة أكبر عدد من مواطني جنوب السودان إلى بلادهم بعد تأهيلهم يبدو أنها لاتخرج عن السيناريو المرسوم سلفا لتهديد أمن السودان ومصر، حيث يعتقد أن يكون معظمهم من جواسيس الموساد. بل وذكرت وكالة "أسوشيتد برس" أن زيارة سيلفاكير ترتبط أساسا بشبكة التحالفات التي تبنيها إسرائيل مع دول شرق إفريقيا لمواجهة صعود الإسلاميين في ثورات الربيع العربي. ويبدو أن الجولة التي يعتزم نتنياهو القيام بها لدول حوض النيل والقرن الإفريقي في بداية العام الجديد تدعم أيضا صحة ما سبق، حيث كشفت "معاريف" أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يخطط لزيارة أوغندا وكينيا وإثيوبيا وجنوب السودان بعد أن التقى رئيس أوغندا يوري موسيفيني ورئيس وزراء كينيا ريلا أودينجا في تل أبيب في نوفمبر الماضي. وأشارت الصحيفة ضمنياً إلى أبعاد المؤامرة الإسرائيلية الجديدة ضد مصر, قائلة: "إن نتنياهو سعى في الأشهر الأخيرة لبلورة حلف إسرائيلي مع بعض دول حوض النيل والقرن الإفريقي كي تشكل حزاما حيال التطورات في دول شمال إفريقيا في أعقاب أحداث الربيع العربي" . ونقلت الصحيفة عن مصدر إسرائيلي كبير قوله في هذا الصدد :"إن التغييرات الواقعة في شمال إفريقيا ستؤثر أيضا على باقى الدول الإفريقية، التي تخشى من إمكانية تعزيز التيارات الإسلامية وتأثيرها على القارة بأسرها". وأضاف المصدر "هناك مصلحة استراتيجية إسرائيلية بالاتصال مع دول القرن الإفريقي التي تشكل بوابة الخروج الجنوبية لإسرائيل، سواء في الجو أو البحر". وأشارت الصحيفة إلى أنه بالنظر إلى التفكير الاستراتيجي الذي ذكره المصدر السابق, فإن إسرائيل حرصت على التغلغل أكثر وأكثر في الشئون السياسية الداخلية في دول حوض النيل والقرن الإفريقي عبر زيادة التعاون الأمني والاستخباراتي معها. وتابعت "أوغندا وكينيا معنيتان بالتكنولوجيا الإسرائيلية في المجال الأمني، وذلك ضمن أمور أخرى كي تتصدى للخلايا ذات الصلة بتنظيم القاعدة، العاملة في إفريقيا بشكل عام وفي الصومال بشكل خاص". كما أن لإسرائيل - حسب الصحيفة - مصلحة فى محاولة صد التسلل الإيراني إلى بعض دول القارة، والذي تنفذه طهران من خلال استثمارات مالية كبيرة . واختتمت "معاريف" قائلة: " إن لإسرائيل مصالح اقتصادية آخذة في الاتساع في إفريقيا في مجالات الزراعة والاتصالات والبنى التحتية". والخلاصة أن زيارة سيلفاكير لتل أبيب جاءت في إطار مخططات الكيان الصهيونى الهادفة لإجهاض الربيع العربي وتهديد الأمن القومى المصرى عبر التغلغل في القرن الإفريقي ودول حوض النيل .