نظّم مئات المغاربة وقفة احتجاجية أمام سفارة السويد بالعاصمة الرباط، اليوم الأحد، احتجاجا على ما وصفوه ب"اعتزام حكومة السويد الاعتراف بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية"، التي أعلنت قيامها جبهة "البوليساريو" من طرف واحد. ورفع المشاركون في الوقفة شعارات تندد بدعم السويد للبوليساريو، داعين ستوكهولم إلى التراجع عن موقفها الذي خلق أزمة بين بلادهم والسويد. كما رفع المشاركون الأعلام المغربية، ولافتات تؤيد "مغربية الصحراء"، وندد المحتجون، الذين التقاهم مراسل "الأناضول" بما أسموه "مساعي البرلمان السويدي لاتخاذ قرار يقضي بالاعتراف بجمهورية البوليساريو، بعد تلقيه معلومات مغلوطة حول الصحراء". وفي سياق متصل، من المنتظر أن يتوجه في وقت لاحق من اليوم الأحد ممثلون عن بعض الأحزاب المغربية اليسارية، برئاسة نبيلة منيب الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد(يساري معارض) إلى السويد لعقد لقاءات مع مسؤولين وبرلمانيين، من أجل احتواء الأزمة بين البلدين، بحسب معلومات وردت إلى مراسل "الأناضول". وقرّرت الحكومة المغربية مقاطعة الشركات السويدية، إثر "اعتزام" الحكومة السويدية الاعتراف بما يسمى "الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية". وقال مصطفى الخلفي، الناطق باسم الحكومة المغربية في مؤتمر صحفي عقده، الخميس الماضي، بالرباط "سنتجه إلى مقاطعة الشركات السويدية عملًا بمبدأ المعاملة بالمثل". جاء ذلك ردًا على ما وصفه الوزير المغربي ب"محاولات السعي نحو الاعتراف بالجمهورية الانفصالية المزعومة"،(دون أن يكشف عن تفاصيل مشروع الاعتراف وتوقيته). وبدأت قضية إقليم الصحراء عام 1975، بعد إنهاء تواجد الاحتلال الإسباني بها، ليتحول النزاع بين المغرب وجبهة البوليساريو إلى نزاع مسلح، استمر حتى عام 1991، وتوقف بتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار برعاية الأممالمتحدة. وتشرف الأممالمتحدة، بمشاركة جزائرية وموريتانية، على مفاوضات بين المغرب وجبهة البوليساريو، بحثًا عن حل نهائي للنزاع حول إقليم الصحراء منذ توقيع الطرفين اتفاقًا لوقف إطلاق النار عام 1991. وتأسست بعثة الأممالمتحدة إلى إقليم الصحراء المعروفة باسم "المينورسو" بقرار لمجلس الأمن الدولي رقم 690 في أبريل 1991، ومهمتها الأساسية العمل على حفظ السلام، ودأب مجلس الأمن الدولي على التجديد لها سنة واحدة في شهر أبريل من كل عام. وأعلنت جبهة البوليساريو، من طرف واحد، قيام ما يسمى "الجمهورية الصحراوية الديمقراطية "، في 1976. وانسحبت المغرب من منظمة الوحدة الأفريقية(تحولت لاحقًا إلى الاتحاد الأفريقي) عام 1984، احتجاجًا على قبول المنظمة عضوية "الجمهورية الصحراوية الديمقراطية".