قرار دكتور جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة والخاص بمنع المنتقبات من التدريس بالجامعة كان سببًا في جدل كافة أوساط وفئات المجتمع، فتباينت ردود الأفعال ما بين مؤيد ومعارض، كما لاحقت الاتهامات نصار بأن هذا القرار يحمل في طياته الإخوان والسلفيين من التدريس في جامعة القاهرة بحسب قول عدد من الخبراء. نصار حاول تبرير القرار قائلاً: "إن القرار ينطبق فقط على 10 سيدات منتقبات في جامعة القاهرة، وهؤلاء لديهن بالفعل مشاكل في تقاريرهن التدريسية، متسائلاً: "هل يجوز للمدرس أن يدخل على التلاميذ بالملابس الداخلية مثلاً؟" كما نفى رئيس جامعة القاهرة تطبيق أو تعميم القرار على الطالبات بالجامعة، مشيرًا إلى أن ليس على الطالبات خلعه سوى في لجان الامتحانات للتأكد من هويتهن فقط، مؤكدًا عدم وجود إشكاليات شرعية في القرار. اتهامات عدة وجهت إلى نصار بأنه قصد من قراره الإخوان، حيث قال الدكتور محمد السعدني، أستاذ العلوم السياسية، نائب رئيس جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا إن رئيس جامعة القاهرة قصد من قراره الإخوان والسلفيين فقط ومنعهم من التدريس في الجامعة، مؤكدًا رفض قرار نصار لأنه يعتبر اعتداءً على حرية الأفراد الشخصية في اختيار الملابس التي تناسبهم طالما أن تتسم بالاحتشام والاحترام ولا تضر بالصالح العام أو المستوى الأخلاقي للجامعة. ووجه السعدني في تصريحات خاصة ل"المصريون" تساؤلا لرئيس جامعة القاهرة، قائلاً: "هل قمت بحل جميع مشاكل الجامعة حتى تفتعل مشاكل جديدة ليس لها أي داعٍ مطلقاً؟"، مشيرًا إلى أن نصار تحايل على رغبته في محاربة الإخوان والسلفيين فأوضح أن الهدف من قراره مصلحة الطلاب حتى يروا وجه الدكتور وهذا غير صحيح على حسب قوله. وفي سياق مختلف، قالت الدكتور آمنة نصير، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر الشريف، إن منع المنتقبات من التدريس قرار حكيم يتفق مع طبيعة الواقع للأستاذة الجامعية التي تقف تحاضر أمام الطلاب مغطاة بالسواد من رأسها لقدمها، ما يحجب المعلومة عن الطلاب، بحسب تعبيرها. وأضافت نصير أن الوجه عليه جزء كبير في توصيل المعلومة، وإخفاء الوجه من الريبة والإسلام ينهى عن الريبة قائلة: "النقاب ليس من الشريعة الإسلامية في شيء، وإنما هو شريعة يهودية جاء الإسلام ووجده منتشرا في الجزيرة العربية بين اليهود والقبائل العربية، ولم يفرضه أو يرفضه، إنما فرض الزي المحتشم الذي لا يصف ولا يشف". وفي نفس السياق، أكد أستاذ الفقه في جامعة الأزهر، الدكتور أحمد كريمة، القرار واصفًا إياه بأنه قرار حكيم وصائب ويتفق مع الشريعة الإسلامية بل وله أصول في الشرع ولا يحق لنا الاختلاف عليه، مشيرًا إلى أن الإسلام منع المنتقبات من ارتدائه في الحج، وذلك بعدما ترتدى ملابس الإحرام، فهذا يساند قرار رئس الجامعة، فمنعها من التدريس ليست جريمة يقوم لها الإعلام والمجتمع بهذا الشكل المبالغ فيه على حسب قوله. كما طالب كريمة إدارة جامعة الأزهر بأن تحذو حذو جامعة القاهرة، معتبراً أن النقاب لم يفرض في الإسلام ولا يوجد دليل واحد في القرآن يقر بفرض النقاب.