شبه الجنرال الأمريكي المتقاعد "ديفيد بترايوس" - المدير السابق لوكالة المخابرات المركزية، أمس الثلاثاء، الأزمة السورية ب "مفاعل تشرنوبل في الجغرافية السياسية"، داعياً بلاده إلى أتخاذ خطوات أقوى في التعامل مع هذه الأزمة. وقال في شهادته امام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، أمس، "سوريا اليوم يا سيادة الرئيس (لجنة القوات المسلحة)، هي تشرنوبل الجغرافية السياسية، تنشر عدم الاستقرار والتطرف في لمنطقة وباقي أنحاء العالم - في إشارة إلى أن هذه الأزمة تبشر بنتائج كارثية تنتشر على مساحات أوسع وتظل آثارها مستمرة لوقت طويل-".
هذا ودعا الجنرال المتقاعد، بلاده إلى إنشاء مناطق آمنة في سوريا تتمكن فيها قوى المعارضة من العمل والتدريب، ويستطيع اللاجئون العيش فيها بأمان، على حد تعبيره.
وتابع قائلا "أنا أؤيد إنشاء جيوب في سوريا محمية من قبل القوة الجوية للتحالف كي تتمكن القوى السنية المعتدلة من الحصول على الدعم، وتستطيع القوى الأخرى التدرب، وحتى يتمكن المهجرون داخلياً من إيجاد ملجأ لهم، وتستطيع المعارضة السورية تنظيم نفسها".
وأضاف قائلاً "المشكلة المركزية في سوريا، هى أن العرب السنة لن يرغبوا بالشراكة معنا ضد الدولة الإسلامية (داعش) مالم نلتزم بحمايتهم وحماية السكان السوريين بشكل عام من جميع الأعداء وليس من داعش فحسب".
واستطرد قائلا "هذا يعني حمايتهم من الحرب المفتوحة التي يشنها بشار الأسد وقوته الجوية واستخدامها للبراميل المتفجرة".
هذا وشدد "بترايوس" على ضرورة منع النظام السوري من استخدام البراميل المتفجرة، مضيفا "لايمكن حل مشاكل سوريا بسرعة، لكن هنالك خطوات يمكن للولايات المتحدة وحدها من يستطيع فعلها لإحداث فرق، فعلى سبيل المثال يمكن أن نقول للأسد أن يقوم بإنهاء استخدام البراميل المتفجرة، وإذا ستمر باستخدامها فسنوقف طيران القوة الجوية السورية ونحن لدينا القدرة على فعل ذلك".
وأشار إلى أنه برغم من أن إدارة الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" لطالما تحدثت عن "أنه لاوجود لحل عسكري" لأزمة سوريا، إلا أن حكومة الولاياتالمتحدة لم تسلط ضغطاً كافياً على الأسد لإجباره على حل سياسي، بحسب قوله.
وأفاد "ربما يكون هذا صحيحاً (عدم وجود حل عسكري لسوريا)، لكنه (تصريح) مضلل، لأنه في كل الأحوال إذا كان هنالك أمل في تسوية سياسية، فيجب أن هنالك نوع من الصيغة العسكرية والأمنية، وتلك الصيغة لن تفرض نفسها بنفسها، نحن وشركائنا بحاجة لأن لتسهيل فرضها، وخلال السنوات الأربع الماضية (من الصراع في سوريا)، لم نفعل هذا".
وعلى الصعيد العراقي أكد "بترايوس" أن بلاده "لم تبلغ حتى الآن ما تصبو إليه"، ناصحاً الكونغرس بأن "زيادة الدعم للقوات الأمنية العراقية، قوات العشائر السنية، والبيشمركة الكردية مطلوبة، بما في ذلك إرسال لواء من العناصر الاستشارية مع ألوية القوات العراقية المحاربة لداعش، يأتي " لتسهيل وتسريع تنفيذ الغارات الجوية للتحالف الداعمة للقوات البرية العراقية في ضرب أهداف التنظيم المسلح.