... عجوز تعدى الستين ومريض سكري و محشور في تاكسي داخل شارع قصر العيني ,والبول يكاد ينفجر ويفتك بالمثانة,ولا حول ولا قوة إلا بالله .وكرة قدم تقفز عند الثالثة صباحا وتسقط داخل السور,فتدور رحاية الدم ,و تطير معها أرواح سبعة مصريين وتنزف الدماء من ثلاثمائةمنهم ,والعدد قابل للزيادة,أو ربما هو ضعف ذلك لا قدر الله حينما يصلك مقالي هذا.وأتمنى من الله وليس شئ بكثير على الله أن يصلك المقال,وأنت في أحسن حال, حتى تجيبني على سؤالي:هل أنت فاهم حاجة مما يجري؟أم أنك مثلي لا تصدق أن الحكاية فيها كرة أو حتى فيها حواوشي؟ورحم الله الموتى وشفى المصابين.ولكني أصبحت متيقنا أن هناك يدا خبيثة تستأهل قطعها تقف وراء ما يجري وترتب له,كما فعلت في أحداث شارع محمود.وهذه اليد تقبض من الخارج وتمرر للداخل,ثم تؤلب المصري على المصري,وتنفخ في الجير الحي وقد اشتعلت نار شطة الحواوشي,وانتقل الألتراس من المدرجات إلى الملعب ,وتعلمت الشرطة الدرس فابتعدت تماما,ويبدو أنها علمت مسبقا أنها مخطئة مخطئة,ولسان حالها:لو أصاب المعتصم فهو مصيب,ولو أصابت الشرطة فهي(مصيبة).ثم تدخل الجيش,ثم خرجت البيانات الرسمية تؤكد أن أفراد الشرطة العسكرية لم يقذفوا حجرا,وأن الأزمة هي مشاجرة شعبية بين سكان عابدين والمنطقة المحيطة بالمجلس من جهة والمعتصمين من جهة أخرى,ثم سمعنا صوت الخراطيش المدوية,ثم قيل لنا إن طرفا ثالثا هو من يشعل النيران. وستظل الحيرة تماما كما هي بادية ومطلة في هذا المقال المحير. ومصر أصبحت موزعة بين شارع مغلق بأمر المعتصمين,وحكومة معطلة لا تستطيع دخول مقرها,ومجلس شعب عرفنا ثلثي أعضاءه,مع أن مقر المجلس يوشك أن يشتعل,والحل في وجهة نظري المتواضعة هو الحزم والحاكم القوي العادل,وإلا فما الذي يمنعني من الاعتصام,حيث إن كل شي سهل ويسير ,و لو اعتصمت فسيأتيني رزقي رغدا من كل مكان .مرة كشري وأخرى حواوشي ,وليس على غير التأكد من عدم تلوث القادم من ساندويتشات وأطباق. مع الأخذ بالاعتبار القاعدة التي تعلمناها صغارا(لا تأكل من الباعة الجائلين).لو اعتصمت فربا تأتيني الصدقات من الطيبين,ومن يدري فلربما تأتيني المعونات من الأوربيين. وما الذي يمنعني من الاعتصام,بل ما الذي يمنعني من قطع الطريق,فلا أحد يستطيع قول(بخ)في وجهي والطريق لي أفتحها متى شئت,وأغلقها كيفما شئت,وأنا ثم أنا . وما الذي يمنعني ومن ذا الذي يجرؤ أن يمنعني من غلق الطرق,ومن زيادة طين المرور بلة ومرارا,وما الذي يمنعني وأنا مطمئن تماما أنني لو سجنت فسيصدر أمر بالإفراج,وأنني لو جرحت فسيصدر القرار الفوري بعلاجي على نفقة الدولة ,وفي المستشفيات العسكرية وسيوضع اسمي ضمن قائمة مصابي الثورة. بالله عليكم ,هل أصبحنا أمام مرض نفسي جديد.؟ و مؤامرة مسمومة؟ فضوها سيرة يرحمني ويرحمكم ويرحم مصرنا الله. محمد موافي [email protected]