حصلت "المصريون" على تفاصيل تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا الخاصة باتهام أعضاء الخلية الإرهابية التي استهدفت معبد الكرنك بالأقصر في شهر يونيو الماضى، والذين أحيلوا إلى القضاء العسكرى لمحاكمتهم، وتبين أن تنظيم أنصار بيت المقدس (ولاية سيناء ) كلف المتهمين الذين كانوا يتمركزون في بنى سويف، باستهداف معبد الكرنك ومرتاديه من السائحين الأجانب، بتنفيذ عملية عدائية به باستخدام أسلحة نارية آلية، و6 قنابل هجومية تستخدم في المعارك الحربية، وقذيفتى هاون و(آر بى جى)، بهدف الإضرار بالسياحة داخل مصر والتأثير على اقتصادها القومى، وإشاعة الرعب بين المواطنين وبقصد إسقاط الدولة المصرية. وتبين من التحقيقات التي باشرها محققو نيابة أمن الدولة العليا برئاسة ياسر زيتون رئيس النيابة، وكل من أحمد عبدالخالق ومحمد درويش ومحمود حجاب وكلاء النيابة تحت إشراف المستشار د.تامر فرجانى المحامى العام الأول لنيابة أمن الدولة العليا، أن القضية تضم 12 متهمًا، إلى جانب متهم تونسى وآخر سودانى، شرعا في تفجير نفسيهما داخل معبد الكرنك، لكن اعترضتهما قوات الأمن وتصدت لهما وأفشلت مخططهما. وتضمنت التحقيقات اعترافات للمتهمين باعتناق الأفكار التكفيرية لتنظيم داعش، وتأييدهم أعمال التنظيم وفروعه بالعراق وسوريا وليبيا، والتواصل مع القيادات والعناصر الإرهابية شديدة الخطورة من تنظيم أنصار بيت المقدس. وأوضحت التحريات التي أجراها الأمن الوطني أن المتهم على جمال أحمد على استقطب كل من المتهمين عبدالله عبدالرحمن وحمدى فاروق وخالد مكاوى وآخرين، الذين قاموا بتنفيذ عدد من العمليات الإرهابية ضد المنشآت العامة والشرطية، ومن بينها إلقاء عبوة ناسفة على نقطة شرطة الغمراوى ببنى سويف، وزرع عبوة متفجرة بطريق بنى سويف لاستهداف إحدى الدوريات الأمنية، غير أن عطلا بها حال دون تفجيرها. وأضافت التحريات أن المتهم طارق عبدالستار والمتهمين حسين بركات وعلى جمال اصطحبوا العنصرين الأجنبيين، وكلف على جمال زميله خالد مكاوى بنقلهما مع حسين بركات بسيارة إلى محطة سكة حديد بنى سويف لاستقلال أحد القطارات المتجهة لمحافظة الأقصر، في حين استقل عضوا الخلية المتهمان على جمال ومحمد سيد قرنى محمد دراجة بخارية بدون لوحات معدنية أمام السيارة لتأمين الركب من أي لجان تفتيش. كما توجه المتهمان بركات وجمال والعنصران الانتحاريان التونسى والسودانى إلى معبد الكرنك لتنفيذ ذلك المخطط العدائى بحق المعبد ورواده، باستخدام أسلحة نارية ومتفجرات، حيث ضبط بحوزتهم سلاحان آليان ناريان وعدد 797 طلقة نارية آلية و6 قنابل هجومية تستخدم في الحروب وقذيفتى هاون و(آر بى جى) غير أن الخدمات الأمنية المعينة لتأمين معبد الكرنك، استوقفت تلك العناصر وتعاملت معها عقب اشتباه سائق تاكسى فيهم وإبلاغ رجال الشرطة عنهم. وأقر المتهم على جمال بانضمامه لتنظيم (داعش) الذي يعتنق أفكارا تكفيرية تقوم على تكفير الحاكم ووجوب الخروج عليه بدعوى عدم تطبيق الشريعة الإسلامية، ويقوم على تنفيذ الأعمال العدائية ضد رجال الجيش والشرطة، وأنه في إطار قناعته بتلك الأفكار انضم لجماعة أنصار بيت المقدس التي أعلنت مبايعتها لتنظيم داعش. وأضاف المتهم في اعترافاته، أنه عقد مع المدعو حركيا «توفيق» عدة لقاءات تنظيمية تدارسوا خلالها أفكار وتوجيهات الجماعة ووسائلها في تنفيذ أغراضها، وانه عقب ذلك تم عقد لقاء تنظيمى مع المدعو توفيق وكل من المتهمين الحركيين «فكرى» و«شادى» وهما الانتحاريين الأجنبيين، حيث كلفهم خلال اللقاء المتهم المدعو حركيا توفيق باستهداف معبد الكرنك وقوات الشرطة القائمة على تأمينه والسائحين الأجانب المترددين عليه. وأقر المتهم شعبان رجب رمضان رزق بانضمامه لتلك الجماعة التكفيرية، وأنه عقب ثورة 30 يونيو 2013 أسس المتهم طارق عبدالستار إمام هذه الجماعة لتعتنق الفكر التكفيرى القائم على تكفير الحاكم واستخدام العنف المسلح ضد قوات الجيش والشرطة. كما كلفهم المتهم طارق إمام أيضًا بزرع عبوة متفجرة بطريق بنى سويف الإبراهيمية لاستهداف دورية للشرطة حال سيرها عليه، فتولى هو والمتهمان على جمال وحسين بركات، زرع العبوة بجانب الطريق إلا أن نفاد شحن الهاتف المحمول الموصل بها حال دون انفجارها. وأقر المتهم حسن سمير حسن بتحقيقات النيابة أن المتهم طارق عبدالستار أخبره بأنه على اتصال بمن سماهم (مجاهدى تنظيم أنصار بيت المقدس) الذين كلفوه باستهداف معبد الكرنك ومرتاديه من السائحين الأجانب بعملية عدائية، وأنه في سبيل ذلك قاموا بإرسال عنصرين أجنبيين للتنفيذ، وأن طارق عبدالستار كلف أحد الأشخاص برصد المكان إيذانا بالتنفيذ. وقال المتهم محمد سيد قرنى إن المتهم طارق إمام أفصح لأعضاء التنظيم عن رغبته في السفر والالتحاق ب«الجهاد السورى» والانضمام لصفوف تنظيم داعش، مشيرا إلى أن المتهم طارق تمكن من الهرب عقب ارتكاب الواقعة خشية من ضبطه.