... ساعة سكوت لله,وتواصل(المصريون) تميزها,وشهادتي مجروحة,ولكن أدعوكم لقراءة حوار زميلنا محمد الريس في عدد الثلاثاء الماضي مع الدكتور سيف عبد الفتاح,والدكتور سيف هو أستاذ سياسة ولكن من طراز جديد أو إن شئت الدقة من طراز قديم جدا ومدرسة يتربع على عرشها الماوردي,وعلماء أقدمون كتبوا في السياسة الشرعية والحكم السطانية ونصائح الملوك. ومن أبرز ما جاء بالحوار:" أن تجربة عام أربعة وخمسين لن تتكرر ولكن الصدام بين العسكري والإسلاميين وارد إذا ضيقوا عليه الخناق عند صياغة الدستور,وإذا لم تتغير لهجة الإسلاميين في الخطابات التحريضية من قبل بعضهم..ويجب أن يتكاتف البرلمان مع الميدان حتى لا تتكرر تجربة عام أربعة وخمسين" وهنا أقف عند عبارة " لهجة الإسلاميين في الخطابات التحريضية" فالأخطاء تتكرر والعبارات العنترية والرنانة كل يوم,وهي ليست وقفا على بعض السلفيين بل يزاحمهم فيها نفر من الإخوان,وهم إما استعجلوا المغالبة والانتصار,أو متحمسون من فرط السرور.والناس يمكن أن تحبك وتختارك لو حافظت على هدوئك ونبرتك المطمئنة,وعدم دخولك في سجالات لا مكسب ورائها,بل فيها ألف خسارة,ويا ألف خسارة على من لم يسمع النصيحة.ويكفي الاستشهاد بتصريحات المهندس السلفي عبد المنعم الشحات التي جاءت في كمين على الهواء بخصوص أدب نجيب محفوظ,وتصريحات بعض الإخوان عن زواج الأخ بالأخت التي قيل إنها كانت(هزار). هنا أنا لا أعلق على تلك التصريحات الكثيرة ولكني أستشهد بها على وجوب قاعدة(أمسك عليك لسانك) ,وقد أجرت إحدى الصحف المغرضة استطلاعا لأراء عدد من المثقفين حول صعود التيار الإسلامي واتفقوا جميعا على توقعهم بخروج مزيد من التصريحات والأفعال التي ستخلق قطيعة بين ذلك التيار و قطاعات كبيرة من المصريين.وأنا أتفق معهم وأعرف أنك لا تتفق معي ولا معهم,ولكن القراءة الهادئة تشير إلى أن خصوم التيار الإسلامي يراهنون على أخطائه المتوقعة,وعلى الإسلاميين أن يعلنوا بينهم ويُعلوا المثل الشائع(امش عدل يحتار عدوك فيك)أو لا تلومن إلا نفسك. ولو قلبنا الموضوع فسنجد أن الإخوان والسلفيين استفادوا كثيرا من تصريحات ساويرس المتعصبة والغاضبة والصادمة,وسجلوا عليه الأخطاء و انتفعوا بانتشارها,فلما لا يتعلمون من منافسهم ويتجنبون نفس أخطائه. وأعود إلى حوار الدكتور سيف عبد الفتاح حيث قال"إنه يجب على الإسلاميين أن يضعوا نصب أعينهم التوافق الوطني بين القوى السياسية,...وقدرتهم على الأداء السياسي الفعال..وتقديم خطاب مميز يطمئن الخائفين والمذعورين منهم سواء من الداخل أو من الخارج". فهل يعي الناس الدرس ويعرفون أنه لكل مقام مقال,أم يظلون يقدمون أخطاءهم على صحاف من ذهب لمنافسيهم. محمد موافي [email protected]