دفعت زيارة وفد مجلس القومي لحقوق الإنسان إلى سجن العقرب، والمعروف إعلاميا ب"جوانتانامو مصر"، النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، إلى توجيه مقارنة بين مشهد في فيلم "البريء" ومشهد واقعي لوفد القومي لحقوق الإنسان، برئاسة حافظ أبو سعدة، وذلك أثناء تفقده السجن وتناوله الطعام بمشاركة طاقم السجن. وعقب الزيارة أصدر المجلس، تقريرًا ينفي فيه ادعاءات المعتقلين وشكاوى الأهالي، وأثنى على مصلحة السجون في تقديم الرعاية للمساجين، متغافلاً وفاة 3 معتقلين خلال أقل من شهرين داخله، والشكاوى المتكررة من التعذيب، وسوء المعاملة التي يلقونها. وقد أثار ذلك محمد عبد القدوس، عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، وعضو الوفد المشارك في زيارة العقرب، حيث كشف أن السجن كان جاهزًا للزيارة، مما جعل الأمور تظهر على غير طبيعتها، مضيفًا: "لفت نظري أن الأكل كان فاخرًا جدًا كأنه أكل فنادق وليس أكل سجون، والصيدلية كانت درجة أولى وليست صيدلية بسجن". وما يؤكد تصريحات عبد القدوس ما ذكرته مصادر من مجلس القومي عن الزيارة تمت بعد اتصالات حكومية وردت إلى رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان محمد فائق تطالبه بانتداب وفد من المجلس لزيارة سجن العقرب. وكان "القومي لحقوق الإنسان" قد تعرض لاتهامات، من قِبل المعارضين، بموالاة النظام وإغفال حقيقة الأوضاع المأساوية لحقوق الإنسان في مصر، وبالأخص بعد وفاة العشرات المعتقلين داخل أقسام الشرطة والسجون، ومطالبات حزبية وحقوقية بإعادة تشكيل المجلس، وذلك بعد أن أعلن عدد من أعضاء المجلس عن نيتهم خوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، وخوضهم السياسية وذلك بالتنافي مع حيادية المجلس، حيث إن من ضمن مهامه مراقبة العملية الانتخابية. وكان أبوسعدة قد أعلن خوضه ذمار الانتخابات البرلمانية المقبلة، عن حزب المحافظين، حيث إنه يشغل عضو الهيئة العليا داخل الحزب. وأبو سعدة ليس الوحيد من أعضاء القومي لحقوق الإنسان، الذي أعلن عن رغبته في خوض ذمار المنافسة الانتخابية، حيث كشفت تقارير صحفية عن عزم كل من منى ذو الفقار والدكتور سمير مرقص ونيفين مسعد، خوض الانتخابات البرلمانية ضمن قوائم انتخابية، بالإضافة إلى حزب التحالف الشعبي والذي يرأسه نائب رئيس المجلس القومي عبد الغفار شكر، والذي قرر خوض ذمار العملية الانتخابية. فيما نفى كل من مختار نوح وناصر أمين، صحة الأخبار المتداولة عن عزمهم خوض الانتخابات البرلمانية، وأرجع الأخير ذلك إلى ما أسماه، عودة الفلول إلى المشهد السياسي، مؤكدًا في تصريحات صحفية: "لم أحتمل خوض الانتخابات في وجود رموز نظام مبارك، ولن أخون نفسي أو الشهداء الذين دفعوا حياتهم من أجل حياة كريمة، لنرى عودة مشهد انتخابات 2010". ويعتبر ناصر أمين أول حقوقي قرر خوض الانتخابات البرلمانية في مصر 2011. ويضم المجلس الذي تشكل بقرار من رئيس مجلس الوزراء السابق الدكتور حازم الببلاوي، في 22 سبتمبر 2013 بعد أيام من مذبحة رابعة، محمد فايق وزير الإعلام الاسبق كرئيس للمجلس، عبد الغفار شكر نائبا للرئيس. وعضوية مجلس، منى ذو الفقار- كمال الهلباوى- شاهندة مقلد- نيفين مسعد- محمد عبد العزيز- ناجح إبراهيم- سمير مرقص- جورج إسحاق- منصف نجيب سليمان- محمود كارم محمود- أحمد حجاج- أحمد أبو الوفا- جمال فهمى- حسام بهجت- كمال عباس- حافظ أبو سعدة- ناصر أمين- راجية عمران- محمد عبد القدوس- صلاح سلام- ياسر عبد العزيز - منال الطيبي - مختار نوح- رجائي عطية. يذكر أن المجلس القومي لحقوق الإنسان تم إنشاؤه بموجب القانون رقم 94 لسنة 2003 الذي نص في مادته الأولى على إنشاء مجلس يسمى "المجلس القومي لحقوق الإنسان"، ويهدف إلى تعزيز وتنمية حماية حقوق الإنسان وترسيخ قيمها ونشر الوعى بها والإسهام في ضمان ممارستها.