هل أنت من محب الأغاني الشعبية؟ عندما تسأل أحد الأشخاص اليوم هذا السؤال قد ينظر إليك بغرابة، فالغناء الشعبي في هذه الأيام تحول إلى خليط من موسيقى مزعجة وكلمات غير مفهومة على الإطلاق تقال بطريقة سريعة غريبة وهذه من النعم لأنك لو أدركت هذه الكلمات لسمعت ألفاظا ومعاني لم يخطر ببالك ولو للحظة تداولها علانية فضلاً عن تسميتها أغان . لكن الوضع لم يكن كذلك في الماضي، ففي الحقيقة الغناء الشعبي كان أحد أهم روافد الفن في"الزمن الجميل"، فهناك أصوات رائعة تألقت وأبدعت لتقدم نو ع من الغناء الذي أطلق عليه "الفن الأصيل" لكن حالة من التدهور الذي نحياه في وقعنا المؤلم تغلغلت في بناء هذا الفن ليصبح بلا معنى . الغناء الشعبي هو غناء شعري الطابع يحكي مواجع الكادحين ومآسيهم بعيداً عن عالم الارستقراطية والنبلاء. عودة منا سنعرض مجموعة من الأصوات الجميلة التي تخصصت في الأغاني الشعبية المصرية لاستعادة ملامح الزمن الجميل الذي يجب ألا ننساه.
محمد رشدي 2005-1928 خريج المعهد الموسيقي للغناء الشعبي في الخمسينيات، بدأ مسيرة الفنية من القمة وذلك بأغنية "قولوا لمأذون البلد "والتي مازالت معروفة حتى الآن، تعد الفترة الذهبية لمحمد رشدي كانت مع الثنائي عبدا لرحمن الأبنودي وبليغ حمدي حيث قدموا العديد من الأغاني الناجحة. كغيره من فنانين جيله اشترك محمد رشدي في عدد من الأفلام سواء في أدوار صغيرة أو ادوار بطولة . توفى محمد رشدي عام 2005 جراء إصابته بالتهاب رئوي وفشل كلوي. ومن أغانيه التي ما زلنا نسمعها حتى الآن "عدويه" كلمات عبد الرحمن الأبنودي الذي أبدعها بعد إعجابه بأحد العاملات في منزل صديقه الملحن عبد العظيم عبد الحق.
محمد عبد المطلب 1980-1910 تتلمذ الفنان محمد عبد المطلب على يد الملحن الشهير"داود حسني"، الذي لحن له العديد من الأغاني مثل"أنا في غرامك شفت العجايب"عمل بعد ذلك في الكورال الذي يغني خلف محمد عبد الوهاب قبل أن يتركه ليعمل في صالة بديع مصابني. لحن له محمود الشريف أغنية "بتسألنيي بحبك ليه"وتوالت بعدها مواويله وأغانيه التي وصل عددها إلى ما يزيد على ألف أغنية واشترك في العديد من الأفلام أولها "تاكسي حنطور". من أشهر أعماله "رمضان جانا"والتي زاع صيتها حتى أصبحت احد الطقوس الرمضانية حتى يومنا هذا. تتلمذ على يديه أهم نجوم الغناء الشعبي مثل محمد رشدي ومحمد العزبي وشفيق جلال . محمد العزبي 1938- 2013 تخرج فى كلية التجارة وعمل كموظف في الجمعية العامة للبترول، وكان التحوّل الكبير في حياته عندما اكتشفه عزت الجاهلي، حيث انضم بعدها إلى فرقة رضا الشهيرة وأصبح مطربها وغنّى لها العديد من الأغنيات الشهيرة"الأقصر بلدنا"و “رنة الخلخال”، وجاب معها العالم قبل أن ينفصل عنها عام 1969. اشترك محمد العزبي في عدد من الأفلام السينمائية حيث اشتهر بالإضافة إلى صوته الجميل بخفة ظل مميزة، ومن هذه الأفلام غرام في الكرنك مع فرقة رضا، وأضواء المدينة وإجازة نص السنة. توفي العزبي في فبراير 2013..