لم تكن الخسائر التي وقعت نتيجة "انفجار مبني الأمن الوطني" بمنطقة شبرا الخيمة مساء الخميس الماضي في المباني والبيوت المجاورة فقط بل وصل الأمر إلي"قصر محمد علي" الذي يبعد أمتارًا بسيطة عن مقر الأمن الوطني فكلمات اقتربت من المكان أكثر وجدت مكانًا مهجورًا يخلو من الزائرين ليمتلئ القصر برائحة "الأتربة والغبار". فيعد قصر محمد علي مهجورًا منذ بداية ثورة ال 25 من يناير مما نتج عنه وقوع العديد من عمليات السرقة للأثار والمقنيات الموجودة به لذلك صدر قرارًا بإغلاق جميع الأماكن الأثرية التى تقع وسط المناطق الشعبية والسكنية . وقامت "المصريون" بزيارة مقر قصر محمد علي بشبرا الخيمة لترصد الخسائر التي نتجت عن وقوع الانفجار حيث قال محمد إبراهيم طنطاوى المديرالأثرى لقصر محمد على باشا "يعتبر قصر محمد على باشا نموذجا معماريا فريدا من نوعه مصمم القصر مسيو دورفيتى قنصل فرنسا الموجود فى مصر أيام محمد على أشرف على تنفيذ القصر حيث شرع فى البناء عام 1808وانتهى منه عام 1921 وهذه الوحدة التى نتواجد فيها اسمها قصر الفسقية أقيمت لإقامة الحفلات واستقبال الزوار فى عهد محمد على" . وأضاف "استعاد القصر نشاطه فى أواخر عام 2005حتى نهاية 2010 فعادت إليه الحفلات من جديد إلى أن حدث ما حدث يوم الأربعاء الماضى تقريبا الساعة الثانية والنصف بعد منتصف الليل حدث انفجار مدوى بالقرب من القصر وعلى الفور تم إبلاغنا فتوجهنا إلى إدارة المتحف بمصاحبة الشرطة حتى وصلنا القصر وأثناء التفقد تبين أن جميع العهد الأثرية الموجودة بالمكان لم تمس بأى سوء بعض الشبابيك وتقدر بنحو21 شباك وعدد من الجدران أصابها بعض التصدع بالإضافة لبعض الحشوات الداخلية للقصر وبعض التصدعات فى قصر الجبلاية. وقال جمال فرحات مدير عام آثار غرب القاهرة والقليوبية، "هذا القصر ثانى قصر أنشأه محمد على بعد قصر الجوارة بالقلعة ويعد من أهم القصور فى عهد محمد على لأنه كان بمثابة وزارة الخارجية فى عهده وكان يستخدمه مقرا للحكم يستقبل فيه سفراء وقنصليات الدول الأخرى والوافدين, فسور القصر يحيط به مجموعة من المبانى الهامة بجانب حديقة القصر الذى جلب بها محمد على أجمل وأندر النباتات الموجودة فى العالم كأشجار البامبوزيا وأشجار المانجو وغيرها من الموالح, وكان القصر مكون من 13 مبنى داخل السور الخارجى أهمها قصر الحرملك الذى كان موجودا على كورنيش النيل وتمت إزالته فى عهد الملك فؤاد الأول لشق طريق مصر الإسكندرية الزراعى وتبقى منها ثلاثة مبان فقط وهم الجبلاية وهو أكثر المبانى المتضررة من الانفجار يليه قصر الفسقية ثم برج الساقية, وتتمثل الأضرار فى مجموعة من الصدوع والشروخ الرأسية فى الأسقف والجدران, وتحطم زجاج 21شرفة وسقوط أحد النجفات بقصر الفسقية وتصدعات أيضا وشروخ بقصر الحرملك فضلا عن تحطم زجاج مجموعة من الشرفات, وبعد أن رأت الإدارة ما حدث. وكلف الدكتور محمد عبد اللطيف رئيس قطاع الآثار الإسلامية وغيره من المهندسين بسرعة عمل صلب للموقع وإجراء بعض الترميمات حتى لا ينهار القصر وما حوله من مبان, فالمبنى فى حالة خطرة جدا نتيجة الشروخ والتصدعات التى أصابته ,حيث يصل عرض الشرخ أو الصدع نحو 5 سم فى الحوائط و4سم فى الأرضيات .