(الأفضل لأصحاب الدعوة الإسلاميين أن يكونوا أحرارًا وألا يتقيدوا بالمناصب التي قد تفرض في أحيان كثيرة تنازلات أو مساومات، فالداعي إلى الله الأولى به أن يكون حرًا. أما السياسة فلها أهلها). الكلمات السابقة للشيخ عمرعبدالرحمن المنظر الفكري؛المرشد الفقهي للجماعة الإسلامية؛المسجون في أمريكا منذ عقود. من باب الأمانة،أعترف بأنني لم أقرأ الإنتاج الفكري للرجل؛ولم يتح لي؛شأن الملايين غيري أن أطلع على الاسهام الفقهي له؛من مصدر أصلي؛أو محايد؛وبالتالي فليس لي أن أخوض في مناقشة أفكاره وفق مايقتضيه الأسلوب العلمي في البحث؛وما تفرضه قواعد العدل والإنصاف. أعترف أيضا أن كلمات الرجل تستحق التأمل والتوقف؛لاعتبارات كثيرة – على الأقل بالنسبة لي -؛ذلك أنها تفتح بابا لمناقشة جادة وحوار أرجو أن يكون مفيدا؛لأننا ومنذ ثورة الخامس والعشرين من يناير؛بصدد تشابك؛وتعقيد؛والتباس في المواقف لنفر غير قليل من المفكرين؛والباحثين؛والمنتمين لصنوف واتجاهات إبداع متباينة؛استجابوا (لغواية)السياسة؛فغرقوا في بحورها المظلمة؛واستحبوها على الفكر والإبداع؛ربما ظنا من بعضهم بأنه لم تعد سوقا رائجة؛وتوهما من آخرين؛بقدرتهم على الابتكار والتفرد ووضع بصمة خاصة في العمل السياسي؛كما فعلوها من قبل بفضاء الفكر والإبداع!! وبعيدا عن التفتيش في النوايا والبحث في الضمائر؛التي يعلمها الله سبحانه وتعالى المطلع على السرائر وحده؛فليس لنا سوى اعتبار النتيجة معيارا؛والممارسات محددا للحكم على مسألة ما إذا كان ذلك أمرا إيجابيا على المستويين السياسي؛والفكري معا،أم أن الأمر قد أضرهما معا أيضا؛لكن الثابت وفقا لواقع نراه جميعا؛أن كل ما أشار إليه الشيخ عمرعبدالرحمن؛حاصل أمامنا؛ظاهر للعيان؛فلن أستطيع أن أخفي فجيعتي الخاصة في مفكر(سابق)؛كنت أعتبره كنزا فكريا استراتيجيا؛لاينبغي له أن يهدر وقته؛ويضيع جهده في دهاليز المساومات السياسية؛ليسقط في ألاعيب عمل قائم بحكم أشياء كثيرة – ومع شديد أسفي – على سلسلة لاتتوقف من المكر السيئ والخداع الردئ والمداهنة الممجوجة. إن صحت مقولة الشيخ عمر – وهي في تقديري صحيحة – على أصحاب الدعوة الإسلامية؛فإنها تصح أكثر على من تشهد إنجازاتهم في عالم البحث والفكر؛بأنهم قد يرتقون إلى مرتبة المفكرين؛بل إن بعضهم يقترب كثيرا؛ليدخل دائرة المفكرين الحقيقيين؛ومن هنا تتضاعف حسرتي على المفكر(السابق)؛الذي ارتضى لنفسه؛أن يهبط من رتبة المتحدث الإعلامي؛المدافع عن كل خطأ؛المبرر لأي خطيئة سياسية لتسعة عشر رجلا؛لينزل إلى شبه قريب بمن يكون(فرد مراسلة)؛يتلقى الأوامر؛فلا يكتفي بتنفيذها كما هي؛إنما يبدع ويبتكر ويستخدم مابقي من مواهبه في الدفاع وعلم الكلام؛ليزين لنفسه أنه يدافع عن الحق؛ثم يحاول أن يوهم الجميع؛بأن كلامه- الواقع أنه كلام التسعة عشر- ليس فقط هو الصواب وفيه مصلحة الوطن؛بل يتزيد بأن من يروج لغير ذلك؛فهو من العملاء!!!!! الحمد لله أن المفكر(السابق)تجاوز سن التجنيد الإلزامي؛ثم الحمدلله؛أنه تجاوز أيضا سن الاحتياط؛ثم الحمدلله؛أنه حاصل على شهادات عليا؛توجها بالدكتوراه؛بما كان يمنعه أن يخدم مع أبنائنا في قوات الأمن المركزي؛فما أصعب أن نتخيله مثل(أحمد سبع الليل)؛جندي الأمن المركزي في فيلم(البرئ)!! ...وآه ما أصعب التردي؛وما أقسى الهبوط!