مع الصراع الذي استمر ما يقرب من 18 عامًا بين جماعة الإخوان المسلمين والراحل جمال عبد الناصر وبالتزامن مع الاحتفالات الخاصة بالذكرى ال63 لثورة 23 يوليو نرصد ماذا خسرت الجماعة والناصريون من خلال هذا التقرير: جمال عبد الناصر وجماعة الإخوان المسلمين خطان متوازيان لا يمكن لهما أن يتقاربا أو يلتصقا يومًا، فمنذ أن أنشئت الجماعة وهى لها شغلها الشاغل وهو الدعوة وأصبح بعد ذلك منحنى سياسيا، وعلى الجانب الآخر نشأ تنظيم الضباط الأحرار بقيادة الزعيم جمال عبد الناصر. وصل لأهدافه التي كان يسعى جاهدًا للوصول إليها وحقق أغلب أهدافه، ومرت علاقاتهما بمحطات عدة فيها الشد أكثر من الجذب ولم تدم العلاقة جيدًا بين الرئيس عبدالناصر والإخوان طويلاً، وبعد مرور أشهر قليلة على الثورة، رفض عبد الناصر طلبات للإخوان حول ضرورة إخضاع قرارات الثورة لمشورتهم لترصد المصريون ماذا كسب وخسر الناصريون والإخوان خلال ال63 عامًا منذ ثورة يوليو حتي يومنا هذا ويرصد توحيد البنهاوي أمين عام الحزب الناصري أبرز مكاسب الناصرين خلال الفترات السابقة بداية من ثورة ال25 من يناير حتى ثورة 30 يونيو هو إعادة روح الراحل جمال عبد الناصر إلى المواطنين والشارع المصري مرة أخري وإعادة الالتحام القومي بين الجماهير والأحزاب والحركات التي تؤيد الفكر الناصري. وأضاف البنهاوي في تصريحات خاصة ل"المصريون" أن الدليل الواضح علي ذلك الالتحام حين رفع المواطنون صور الرئيس الراحل عبد الناصر في الشوارع وربطها بثورة يونيو ويناير حيث إنها رفعت نفس المبادئ والمطالب الخاصة بثورة ال23 من يوليو من عيش وحرية وعدالة اجتماعية وكرامة للمواطن المصري البسيط. وتابع رئيس الحزب الناصري أن المنهج الناصري ما زال "رمز" بعد محاولة البعض شن حملات من الهجوم والهدم من الكيانات الخاصة بجماعة الإخوان المسلمين خلال فترة حكمهم والتي كانت بمثابة القشة التي قصمت ظهورهم حيث إن الخسائر علي الجبهة الناصرية لم تكن هى فقط خلال عهد الرئيس المعزول محمد مرسي وإنما كانت بمثابة حقبة خاسرة علي مصر كلها وتجاوزت حدتها التيارات السياسية وامتدت للمصرين جميعا بمن فيهم مؤسسات الدولة منها القضاء وانتهاكات الدستور وغيرها. أما بشأن الإخوان فكانت لهم المكاسب أكبر سابقًا، ويقول المراقبون إن خسائرهم بعد حكمهم ستظل على مر عقود قادمة ويوضح الباحث فى شئون الحركات الإسلامية الدكتور سامح عيد، أن الإخوان منذ ثورة يوليو 1952 حتى اليوم شهدت الكثير من المكاسب والخسائر، والأخيرة التي ستظل عالقة باسم الجماعة لعقود قادمة. وقال «عيد»، في تصريحات خاصة ل«المصريون»، إنهم كانت علاقتهم جيدة بثورة يوليو حتى تم الاتفاق على حل الأحزاب السياسية مع عبد الناصر، مشيرًا إلى أن تلك كانت أول انتكاسة لهم، لأنها بددت ملامح الديمقراطية وبرزت ملامح الاستبداد. وأشار «عيد» إلى أنهم كانوا على علاقة طيبة مع عبد الناصر ومحمد نجيب والثورة حتى عام 1954، الذي حدث به الصدام العنيف، والذي وصل إلى حد حل جماعة الإخوان المسلمين، بعد أن حدثت محاولة اغتيال جمال عبد الناصر، واتهم فيها الإخوان وتم القبض على عدد كبير منهم، وحكم على عدد منهم بالإعدام. وأضاف «عيد» أن من الخسائر التي تكبدتها الجماعة في ذلك الوقت ايضًا، تحديدًا في عهد عبد الناصر، كان صدام 1965، حيث كان الصدام مع الدولة بسبب الشيخ سيد قطب، والذي حظي بشعبية كبيرة في ذلك الوقت، والذي كان يعد رمزًا للجماعة، وفي تلك الفترة رغم خسارتهم سيد قطب وإعدامه إلا أن السعودية وبعض دول الخليج كانت تقف قلبًا وقالبًا معهم آنذاك، وقامت بطباعة كتب عدة لقطب وحتى كان منها، كتب رخيصة كي تكون في متناول الجميع، وقامت الدول باستقبال عدد كبير من الجماعة، مشيرًا أن عمل الجماعة في الخليج في تلك الفترة جعل منهم قوة كبيرة وأصبحوا طبقة غنية، ولديهم قوة مالية، لافتًا إلى أن هذا مكسب لهم رغم إعدام سيد قطب. وتابع أن في هذه الفترة استطاعوا استقطاب الطبقة المتوسطة لهم. وعن الفترة في عهد السادات ومبارك، أكد الباحث في شئون الحركات الإسلامية، أن في فترة السادات عادوا بقوة مالية داخل مصر، وازداد قربهم، ولكن سرعان ما تلاشى هذا ولكن ليس كثيرًا، مشيرًا إلى أن ظهور الجماعات الجهادية كان إيجابيًا بالنسبة لهم حتى في فترة مبارك لأنهم أصبحوا جماعة وسطية وذات أهمية فقط، لأنها ضد الجماعات الجهادية التي تقتل وهم فقط يبحثون عن الديمقراطية، وحازوا على مقاعد كثيرة في الانتخابات البرلمانية في عهد مبارك. وأشار «عيد» إلى أن ثورة 25 يناير 2011، كانت بداية النهاية، رغم أن مكاسبهم ازدادت بعد أن أصبح لهم 70% من مقاعد البرلمان الذي تلى ثورة يناير، وفي ذلك الوقت بدأت الخسائر نتيجة أخطائهم السياسية التي كان يقعون فيها بسهولة، لافتًا إلى أن وصولهم للرئاسة كان مكسبًا ولكن سبب خسارة لعقود قادمة. وأضاف أن السبب الرئيس في ذلك نتيجة أخطائهم السياسية، ومنها معاداة القوى السياسية ومليشياتهم التي كانت تحاصر أي مكان، زعمًا أن هذا للمحافظة على البرلمان أو الدستورية أو غيرها.