أصبحت مدينة الناصرة الواقعة شمال الأراضى العربية المحتلة منذ عام 1948، أكبر معقل للمصريين بإسرائيل، وغالب هؤلاء من الذين سافروا إلى هناك لتحسين أوضاعهم المادية، أو بصحبة زوجاتهن العربيات.. وعلى الرغم من هجرة الكثيرين منهم منذ سنوات طويلة لكن صلتهم بوطنهم الأم لم تنقطع وقد تفاعلوا مع الانتخابات البرلمانية التى أجريت أخيرًا. فتحت عنوان: "الجالية المصرية بإسرائيل تحتفل بالمرحلة الديمقراطية"، عرضت القناة العاشرة بالتليفزيون الإسرائيلى، فيلمًا تسجيليٍّا أنتجه إسرائيليون ومصريون يحملون الجنسية الإسرائيلية يهاجم جماعة "الإخوان المسلمين". وأوضحت أن فنانين إسرائيليين بالمشاركة مع مصريين يعيشون فى إسرائيل منذ سنوات طويلة، قاموا بإنتاج فيلم تسجيلى يعبِّر عن فرحتهم بالثورة المصرية، معتبرين أن حصول الإخوان على أغلبية مقاعد البرلمان فى المرحلة الأولى من الانتخابات "سيؤدى إلى تدمير حلم الثورة". وقالت إن أحد هؤلاء يدعى هشام فريد ويعمل مقدمًا لبرنامج رومانسى فى "راديو الشمس" الإسرائيلى، وهو من مدينة الإسكندرية ولد بها وتربى، قبل أن يهاجر إلى إسرائيل منذ 16 عامًا بعد قصة حب. وعلى الرغم من أنه تعلم العبرية فى إسرائيل وبالرغم من أنه "صهيونى" أكثر من يهود كثيرين لكنه قلبه مرتبط بأمه فى مصر، كما جاء بالتقرير. وقال معلقًا على الانتخابات البرلمانية الأخيرة فى مصر: "كل المصريين منفعلون لما يحدث فى القاهرة نحن الآن وبعد الانتخابات فى دولة متمدينة ومعاصرة لقد ولدت من جديد بالأمس وانهمرت دموعى على وجهى". وأشارت القناة إلى أنه منذ توقيع اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل فى عام 1979 هاجر لإسرائيل حوالى 5 آلاف مصري، ومعظمهم جاءوا للسكن مع من يحبون- أى زوجاتهن من عرب 48- موضحة أن هؤلاء أحضروا معهم ثقافتهم الخاصة. أما راجى برادلة، والذى ترك منزله بالقاهرة فى سن الثامنة عشرة، وذلك لمساعدة عائلته ماليا فقد كان يعمل فى فندق طابا والتقى فتاة تسمى "عريش" من الناصرة وتزوجها وأنجب ولدين منها. وبعد كل هذه السنوات فإنه لم ينفصل عن وطنه، "جسدى فى إسرائيل لكن قلبى ما زال موجودا بمصر". وقالت القناة الإسرائيلية إن راجى مثله مثل كل أفراد الجالية المصرية بإسرائيل يتابعون وبانفعال كبير ما يحدث فى وطنهم خلال الأيام الأخيرة ويعرف جيدا ثمن الديمقراطية حتى لو أتت ب "الإخوان المسلمين" للحكم.