شهدت مصر العديد من التفجيرات، وكان آخرها التفجير الذي استهدف مبنى القنصلية الإيطالية اليوم بالقاهرة، كان القاسم المشترك فيها جميعًا، استخدام السيارات المفخخة، والتي تخلف دمارًا هائلاً، فضلاً عن سقوط ضحايا. وقال اللواء جمال أبوذكرى، الخبير الأمني، إن "منفذي واقعة تفجير القنصلية الإيطالية هي نفس الجماعة الإرهابية التي نفذت عملية اغتيال النائب العام المستشار هشام بركات، وذلك بسبب طريقة التنفيذ المطابقة لها، باستخدام سيارة مفخخة تم تفجيرها باستخدام ريموت كنترول، وتحمل نفس المواد شديدة الانفجار". وأسفر الانفجار، الذي وقع في حوالي الساعة 6:30 صباح السبت، عن سقوط قتيل واحد على الأقل وجرح تسعة آخرين، كما أدى إلى تدمير أجزاء من واجهة المبنى المطل على شارع "الجلاء" بوسط القاهرة. وأعلن تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) مسؤوليته عن الانفجار، بواسطة سيارة مفخخة بما يقرب من نصف طن من مادة TNT شديدة الانفجار. وتساءل أبوذكرى في تصريح إلى "المصريون": "أين الرقابة على المواد شديدة الانفجار، مثل ال تي إن تي، والتي يتم الحصول عليها من المحاجر بالجبال أو في أماكن مثل "شق الثعبان""؟، موضحًا أنه يجب فرض رقابة على أماكن الحصول على هذه المادة، وعلى الأماكن التي توجد بها، لأنها من العناصر الأساسية التي يتمكن من خلالها الإرهابيون من تصنيع السيارات المفخخة. وتابع: "يوجد أيضًا شبكة الإنترنت التي تتناول فيها العديد من المواقع الإلكترونية طرق تصنيع القنابل، إضافة إلى الرقابة على الواردات من البارود والشماريخ، ويجب منع استيراد الألعاب النارية لأنها تستخدم ضد الشعب". وعلى الرغم من أن مصر شهدت في الآونة الأخيرة تزايدًا في الهجمات التي تشنها جماعات "إسلامية" متشددة، إلا أن الهجوم على مقر القنصلية الإيطالية صباح السبت، هو الأول من نوعه الذي يستهدف أحد مقار البعثات الأجنبية في مصر منذ عدة سنوات. من جانبه، قال اللواء محمد نور الدين، الخبير الأمني، إن العربات المفخخة أسلوب تستخدمه الجماعات الإرهابية في كل دول العالم، والأمر يزيد صعوبة في القاهرة لتكدس السيارات، واحتمال زرع عبوة ناسفة أسفل أي عربة أمر وارد. وطالب نور الدين، بتدعيم الأجهزة الأمنية بأجهزة كاشفة للمتفجرات وأجهزة قطع الإشارات بين التليفون والريموت كنترول عن بعد لتفجير العبوة، وزرع كاميرات مراقبة وزيادة أعداد قوات الشرطة ورجال المفرقعات لمسح كل المناطق التي تنتظر فيها السيارات المحيطة بالمنشآت المستهدفة وأماكن التجمعات الجماهيرية. وشدد على أهمية تدعيم جهاز الشرطة بالتشريعات اللازمة وتوفير الإمكانيات اللوجيستية والدعم المادي والمعنوي. وعن تكرار أسلوب التفجير عن بعد والسيارات المفخخة، أشار إلى أن الأسلوب المستخدم في العالم كله، إما سيارة مفخخة أو شخص انتحاري وهو أسلوب خسة وجبن لا أسلوب مواجهة، مستنكرًا وصف أي حادث إرهابي يقع بأنه تقصير أمني، قائلا: "نمارس في مصر جلد الذات، فجميع الدول تقع بها عمليات إرهابية، دون أن يُحمل أحدًا الأجهزة الأمنية مسئولية كل حادث يقع". وأكد أن مواجهة الإرهاب بالقوانين العادية لن تفيد، ولابد من توفير غطاء الحماية للأجهزة الأمنية حتى تستطيع أن تؤدي دورها، بدلاً من تعليق المشنقة لهم بعد كل حادث إرهابي، ولابد أن تؤمن الدولة أنها بالفعل في حالة حرب وليس فقط مجرد رفع شعارات. ورأى اللواء فؤاد علام، وكيل جهاز مباحث أمن الدولة الأسبق، أن المنظمات الإرهابية تسعى لتقويض الدولة المصرية من خلال تلك العمليات التي تتبع بها مخططات أجنبية، وكلما كانت هناك فرصة لتنفيذ عملية إرهابية سواء كانت قنصلية أو اغتيال قيادات في الدولة، ستقدم عليها العناصر الإرهابية، مشيرًا إلى أن الأجهزة الأمنية تعاني قصورًا في الإمكانيات وليس قصورًا أمنيًا.