قد يكون عنوان مقالي صادما، وقد يتهمني البعض بالجنون، ولكن هذه هي الحقيقة المؤسفة، فإذا أردنا أن ننجح في حياتنا، علينا أن نستخدم طرق الشيطان لتنفيذ إستراتيجيتنا، فهو أذكي منا رغم اعتقادنا بأننا أذكي مخلوقات الله. فالشيطان يستغل قدراته المحدودة ليجعلها غير محدودة، فهو يستمر ولا يكل ولا يمل إلي أن يصل إلي هدفه ولو بعد سنوات. فيتبع خطوات وإستراتيجية منظمة، ومرنة، وضحها لنا، الأمام ابن القيم الجوزي -رحمه الله – في كتابه طب القلوب، حيث أوضح أن للشيطان ستة طرق لإغواء الإنسان. الطريقة الأولى: يقول لك اكفر فلو فعلتها ارتاح باله ولم يحمل لك همًا، الطريقة الثانية: إنه يزين لك بدعة من عمل أو قول فتظن أنك على حق، الطريقة الثالثة: هي عمل كبيرة من الكبائر حتى يجعلك تذنب، الطريقة الرابع: فإذا سلمت من الطرق السابقة جاء لك بصغيرة تكون معك كل الوقت ومعظمه حتى تنقص من حسناتك وعلو درجاتك في الجنة مع الصديقين والشهداء فإذا تبت من كل ذلك، فيأتي لك بطريقة خامسة: وهي أن يشغلك بالأقل أجراً من الأعلى، فإذا سلمت من كل ذلك يستخدم الطريقة السادسة والأخيرة: استخدم أصعب وأقوى أساليبه التي لم يسلم منها الأنبياء عليهم الصلاة السلام، وهي تسليط الأهل والأقربين ومن حولك من الناس لشتمك وإهانتك وإيذائك. لذلك قال الله تعالي في كتابة"يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان"فالله أدري به وبنا، فالشيطان لن يأتي لنا، ويقول ابتعد عن الله فهو يعرف جيدا أننا نؤمن بوجود الله، ولكن يوسوس لنا مرة بأغنية، أو فيلم، أو مجلس نميمة وغيبة ويقول لنا خمسة دقائق فقط.............وخمسة تسحب خمسة، فاعلم أن خطوة من خطوات الشيطان تقود لما هو أسوأ منها. فلو اتبعنا هذا الأسلوب في حياتنا لكنا أعظم الأمم، ولحطمنا الجبال فلنقل، لأنفسنا خمسة دقائق فقط. فهيا ليكن شعارنا خمسة فقط..تذكر أنك صاحب إرادة قويه لخمسة دقائق. اتبع هذه الطريقة وسوف تري نتائجها المبهرة، ستجد نفسك خلال أيام إنسانًا مختلفًا، وخلال سنوات ستكون إنسانًا عظيمًا، ولا تجعل الشيطان أذكى منك، ولكن كن أنت أذكى منه، فالله أمره أن يسجد لنا، فهل بعد ذلك نهين أنفسنا، ونتبعه؟ وبدل أن يجعلنا نشعر بانتقاص ذاتنا واحتقارها لأننا نبتعد عن الله بذنوبنا، نقترب من الله خطوة خطوة، ولتذكر دائما أن العبد إذا تقرب إلى الله عز وجل شبرا تقرب الله إليه ذراعا، وإذا تقرب العبد إلى الله ذراعا تقرب الله إليه باعا.... وذلك كما ورد في الحديث الشريف، فقد ثبت عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال: يقول الله عز وجل: من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه، ومن تقرب إلي شبراً تقربت إليه ذراعاً، ومن تقرب مني ذراعاً تقربت منه باعاً، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة. فاخلص النية واستعن بالله وتوكل عليه.