استنكر الكاتب البريطاني ديفيد هيرست الدعوة, التي وجهتها حكومة بلاده للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لزيارة لندن, كما استنكر دفاع صحيفة "التايمز" عن هذه الزيارة. وفي مقال نشره بموقع "ميدل إيست آي" البريطاني, الذي يدير تحريره, قال هيرست في 23 يونيو إن صحيفة "التايمز" البريطانية رأت بأن زيارة السيسي يجب أن تمضي قدماً، ذلك أنه "إن لم تكن لبريطانيا علاقة استراتيجية مع السيسي، فإنها ستضيع أي فرصة لممارسة ضغط عليه لإقرار الديمقراطية, كما أنها ستتخلى عن حاكم تتوافق مصالحه مع مصالح بريطانيا، ويمثل أعداؤه تهديدا قاتلا لها". وتابع هيرست, محذرا "هذا التبرير خاطيء, إذ إن الأمر عكس ذلك تماماً، فاعتراف مستشارة ألمانيا أنجيلا ميركل ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بنظام السيسي يطيل من أمد معاناة مصر، ويفاقم من خطر انهيار اجتماعي كامل لأكثر دولة عربية ازدحاماً بالسكان". واستطرد " كما أن مثل هذا الاعتراف لا تأثير له بالمرة على وضع حقوق الإنسان في تلك الدولة"، على حد تعبيره.واختتم قائلا :"إن كاميرون يساعد ويشجع نظاما استبداديا ملطخة أيديه بالدماء", على حد تعبيره. وكانت صحيفة "التايمز" دافعت عن الدعوة, التي وجهتها الحكومة البريطانية للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لزيارة لندن, على الرغم مما سمته القمع الشديد للمعارضين في مصر. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 20 يونيو أنه من الضروري أن يقوم رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بذلك, حتى لا يشعر المطالبون بالإصلاح في العالم العربي أنهم بمفردهم. وتابعت " على الرغم من التعاطف مع المطالبين بالديمقراطية في مصر، فإن حقيقة الأمر, أنهم ليسوا في السلطة, وبريطانيا لديها نقاط اهتمام مشترك, ترغب بمناقشتها مع نظام السيسي". واستطردت الصحيفة " رغم أن السيسي أطاح رئيسا منتخبا ديمقراطيا, إلا أن هذا لا ينفي أن قطاعا كبيرا من المجتمع المصري يرى أن السيسي حمى مصر من حرب أهلية, بعد أن أخذ نظام الإخوان للبلاد للانهيار، وهذا هو السياق الذي سيقابل من خلاله كاميرون الرئيس المصري". وكانت وسائل إعلام بريطانية أوردت في 18 يونيو أن رئيس الوزراء ديفيد كاميرون دعا السيسي لزيارة لندن وإجراء محادثات معه، وذلك رغم القلق الواسع إزاء ما وصفته صحيفة "الجارديان" ب"النزعة التسلطية وانتهاكات حقوق الإنسان في مصر". ولقيت هذه الدعوة انتقادات من جهات عدة, حيث وصفت نائبة مدير منظمة العفو الدولية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا حسيبة حاج صحراوي، الدعوة بأنها مثيرة للدهشة وتنم عن قصر نظر، وذلك لما سمتها انتهاكات حقوق الإنسان "المرعبة" في مصر. وأضافت صحراوي في بيان لها "نرغب في رؤية كاميرون وهو يناقش مع السيسي وجهًا لوجه انتهاكات حقوق الإنسان في مصر". وبدوره, أعرب نائب رئيس رابطة مسلمي بريطانيا محمد كزبر عن دهشته الشديدة من الدعوة، خاصةً أنها أتت بعد الحكم بالإعدام على الرئيس المصري المعزول محمد مرسي. ونقلت "الجزيرة" عن كزبر قوله :"إن بريطانيا تقف في العادة ضد أحكام الإعدام، وبالتالي كنا نتوقع منها موقفًا أقوى في مواجهة السيسي بعد الحكم بإعدام مرسي، إلا أنها قدمت له دعوة لزيارتها, بدلاً من ممارسة الضغط عليه ومقاطعته". واعتبر كزبر أن الدعوة تظهر "نفاق الدول الغربية"، وأن الحكومة البريطانية تولي التجارة أهمية أكبر من الديمقراطية وحقوق الإنسان. وكانت وزارة الخارجية البريطانية أعربت في بيان لها عن "قلقها العميق"، من حكمي الإعدام والمؤبد الصادرين بحق الرئيس المصري المعزول محمد مرسي، لافتة إلى أنها "على علم بإحالة تلك الأحكام إلى محكمة النقض، وتتابع عن كثب مراحل العملية القانونية". وأصدرت محكمة جنايات القاهرة في 16 يونيو أحكامًا أولية بإعدام 16 في القضية المعروفة إعلاميًا ب"التخابر"، بينهم ثلاثة قياديين في جماعة الإخوان المسلمين منهم نائب المرشد خيرت الشاطر. كما أصدرت حكمها بالسجن المؤبد (25 عامًا) على 17 متهمًا في القضية نفسها، في مقدمتهم مرسي، ومرشد الجماعة محمد بديع. وحكمت المحكمة ذاتها بإعدام مرسي في القضية المعروفة إعلاميا ب"اقتحام السجون"، إلى جانب خمسة آخرين حضوريا، و94 غيابيا بينهم الشيخ يوسف القرضاوي ووزير الإعلام الأسبق صلاح عبد المقصود.