محل البيانات الدولية الصادر من مختلف عواصم العالم بشأن أحداث مصر الأخيرة تعرب عن قلقها الشديد إزاء تصاعد حوادث العنف وتطالب جميع الأطراف والقوي السياسية بالتحلي بروح المسئولية وضبط النفس..! وهي دعوات تعني وتدين في باطنها الجميع ..، فهي تؤكد فقدان روح لدى البعض وتزايد الانفلات والفوضى في مرحلة عصيبة ستقرر مصير ومستقبل التحول الديمقراطي في مصر . ولكنها دعوات مطلوبة، ونداءات يجب استثمارها وترجمتها لخلق أجواء من التهدئة لتمهيد الطريق نحو إجراء الانتخابات النيابية بدون خسائر وتضحيات. ونحن حقيقة نستغرب وندين المحاولات المتكررة والتي لا تفسير لها, والتي يقوم بها البعض بهدف حصار وضرب وإسقاط وزارة الداخلية, ولا نفهم ما هي الجدوى من حرق الوزارة مثلا وإخراج الأمن المصري من ساحة الأحداث وخلق حالة انكسار لدي رجال الأمن..! كما إننا لا نفهم لماذا الإصرار علي مهاجمة مديريات الأمن وحرق أقسام الشرطة، وما علاقة ذلك بمظاهرات الديمقراطية والثورة.. إننا لا نشهد الآن إلا اجواءاً من الفوضى ومن الضبابية, ولا نعلم من يتحدث باسم الشعب، ومن منح أي قوي من القوي السياسية المتصارعة في الساحة حاليا حق التحدث باسم الشعب وتقرير مصيره.. لقد أصاب المجلس العسكري التوفيق حين لم يرضخ لكل الضغوط والألاعيب المطالبة والضاغطة لتأجيل إجراء الانتخابات البرلمانية، فمهما كانت المحن، ومهما كان عدد الضحايا الذين قد يتساقطون فإن إجراء هذه الانتخابات سيكون أفضل من تأجيلها لأن الشعب سيقول كلمته ويختار ممثليه بإرادته الحرة وهو ما يعني أن مجلس الشعب الجديد سيكون له حق التحدث باسم الشعب وسيوقف موجة المزايدة والمتاجرة بالثورة وسيضع نهاية للمظاهرات والمليونيات التي زادت عن الحد وأدت إلي تراجع مساحة التأييد للثورة وإلي التخوف من عواقب وتبعات الصراعات السياسية القائمة. وليس مهم الآن وفي هذه المرحلة اسم أو شخصية من سيتولى رئاسة الحكومة , لأنها ستكون فترة قصيرة للغاية حتى يتم انتخاب المجلس النيابة وما يتبعه من ضرورة تشكيل حكومة علي أسس جديدة. إننا ننضم إلي المطالبين بضبط النفس والتحلي بروح المسئولية وان يعد كل مواطن إلي موقعه لأداء عمله، لأننا قد اقتربنا من منعطف شديد الانحدار سيؤدي إلي هلاك الوطن كله, وسنعود إلي الوراء بخطوات متسارعه بدلا من أن نحقق خطوة واحدة إلي الأمام.. وفي هذا سنعيد الحديث والتأكيد علي أن هناك العديد من القوي الخارجية التي ذات التواجد والتأثير في الساحة المصرية الآن والتي لا يوجد من بين دوافعها إعادة بناء مصر الحديثة بقدر ما تريد إخراج مصر تمام من ساحة التأثير والقرار وصياغة شرق أوسط جديد تكون في تركيا وإسرائيل وإيران هي القوي المحورية المؤثرة والمهيمنة إما مصر فأنهم لا يريدونها إلا دولة منقسمة تنشغل في الهم الداخلي ولا يزيد دورها عن دولة من بنجلاديش كثيرة السكان تفرخ المزيد من البشر لكن لخدمة الآخرين.. [email protected]