بدأ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، فى الإعداد لمبادرة جديدة تجمع التيارات السياسية لبحث الأحداث الأخيرة فى ميدان التحرير، محاولة إيجاد آليات يتفق عليها الجميع من أجل الخروج من الأزمة الراهنة. وصرح الدكتور محمد مهنى، عضو المكتب الفنى لشيخ الأزهر بأن التفكير فى هذه المبادرة يأتى فى إطار تفعيل وثيقة الأزهر بخطوات عملية ملموسة بعد أن أثبتت الأحداث الأخيرة اتفاق الجميع عليها وأنها الحل للخروج من النفق الذى تعانى منه الثورة المصرية. كان شيخ الأزهر قد عقد اجتماعًا الاثنين مع مجموعة من علماء الأزهر من أجل مناقشة الأحداث الأخيرة ومحاولة تجنيب مصر مضرة الفتن والرد على ما تناولته وسائل الإعلام زورًا على لسانه فى موضوع الاعتصامات والمظاهرات. من ناحية أخرى، يعقد مجمع البحوث الإسلامية الخميس جلسته الشهرية، ومن المقرر أن يناقش خلالها الأحداث الأخيرة وإصدار بيان يطالب فيه أبناء مصر بضرورة الحفاظ عليها والعمل من أجل نهضتها والحفاظ على سلمية الثورة. وكان الأزهر أصدر بيانا أكد فيه أن دماء المصريين جميعًا معصومة وأغلى من تراق، وإن مصر اليوم تستصرخ أبناءها جميعًا وتناشدهم التماسك وضبط النفس، وقال إنه "يحتسب الجميع عند الله ويرجو أن يكونوا عنده سبحانه من الشهداء". وناشد شيخ الأزهر أبناء مصر أن يحافظوا على الممتلكات العامة والخاصة، وقبل ذلك أرواح المصريين ودمائهم الغالية سواء كانوا من الشعب أو الشرطة الذين هم أبناؤنا وأبناء مصر. وجدد الطيب مطالبته بوجوب اجتناب كل صور العنف والتخريب، والحفاظ على الطابع السلمى للثورة المصرية التي لفتت أنظار العالم كله بإنجاز التغيير السياسي، دون عنف او إراقة دماء. وذكّر الأزهر الجميع بما يعانى منه الاقتصاد المصري نتيجة اضطراب الأمن وارتباك الأحوال، وتوقف بعض الأنشطة، وتآكل جانب كبير من الاحتياطى النقدى كما ناشد الجميع أن يفكروا فى إنقاذ الوطن وحمايته من الإفلاس فغيرنا وجد غيرنا من يسانده بعشرات المليارات وقد لا تجد مصر مثل ذلك أو شيئًا منه. وأشار إلى أن تزايد الاحتقان وتزايد عدد الضحايا الأبرياء يومًا بعد يوم، يجب أن يقنعنا بأن أسلوب المعالجة حتى الآن غير ناجح، ولا مفر من البحث عن حل سياسي لعلاج الموقف السياسي.