أن هذه العبارة هي حال مصر منذ ألاف السنين أن الحافية هي علامة الفقر بالرغم من أنها تعيش على مقومات أقتصادية هائلة تؤهلها لأن تكون بغير هذا الوصف تماماً . إن مصر عرفت دائماً بأنها دولة فقيرة بالرغم من أن حكامها دائماً من أغنى الأغنياء و كذلك أيضاً بعض أفرادها سواء كانوا المقربين من الحكام أو من من يستفيدون منهم بطريقة ما . إن مشكلة مصر على مر السنين كانت دائماً سوء إدارة الثروة و ليست كما يعتقد البعض عجز الثروة ، إن مقومات الإقتصاد كما تعلمتها هي ثلاثة الأرض و العمل و رأس المال ، الأرض أنها الأرض في حد ذاتها و كل مصادرها الطبيعية بدأ من الزراعة إلى التعدين و البترول و الثورة المعدنية حتى التطوير العقاري . و العمل وهو القوى البشرية والتي كانت و مازالت متاحة في كل وقت، و رأس المال وهو العنصر الذي كان دائماً المخرج السحري لكل حاكم أن أستلم مصر محملة بالديون . و لنا ان نعرف ان حجم ودائع المصرين في البنوك المصرية وصل إلى -,950 مليار جنيه . أن مصر وبلا شك تمتلك المقومات الإقتصادية كاملة بعناصرها الثلاثة ولكن لماذا هي تصف أنها دولة فقيرة ، لقد حان الوقت لكي نستكمل هذه العبارة لتنطق كاملة هكذا " لماذا مصر دولة تصف أنها فقيرة بالرغم من أن حكامها و مسؤليها و بعض أفرادها لهم ثراء فاحش " إن الإجابة ببساطة شديدة هي سوء إدارة الثروة من جانب الحكام لمصلحة الثراء الشخصي و ليس الدولة أو المجتمع .أن كل ثروات هؤلاء الأفراد سواء الحكام أو غيرهم كان مصدرها الوحيد مصر و تحققت في مصر وليس في مكان أخر س- و السؤال الأن كيف تحققت هذه الثروات الطائلة ؟ ج- من إستغلال مصادر الثروة في مصر . س- كيف ؟ ج- سوف لا نتطرق في هذا المقال إلى الفساد و المفسدون ولكن لابد أن نتعامل مع حقيقة مؤكدة كانت سائدة خلال العشر سنوات الماضية و يمكن أن نقول أنها سمة هذه الفترة السوداء أن الفساد كان إقتصادي بالدرجة الأولى في إطار من الحماية السياسية المطلقة . أن توافر هذا المناخ أدى إلى تطبيق أليات إقتصادية فاسدة أسفرت عن تقسيم مصادر الثروة إلى قطاعات محددة يتم التعامل عليها من منطلق " لية تسرق أقل إذا كان ممكن تسرق أكثر " ، وهذا ما حدث فعلاً قطاع البترول – قطاع الثروة العقارية – قطاع الصناعة المرتبط بالبناء من الحديد و الأسمنت – الخصخصة – السياحة . وتم إدارة كل هذه القطاعات من خلال مدير الإستثمار ( شركة *** ****** ) . إن إدارة إستثمار هذه القطاعات أسفر عن تحقيق المليارات للقائمين عليها ، وهنا نعود إلى مقدمة المقال مرة أخرى هل المشكلة هي عجز الثروة أم فساد إدارة الثروة ؟ أن معرفة أرقام ثروات العائلة و الحاشية ومن عملوا معهم يجيب على هذا السؤال بوضوح . قطعاً أنها فساد إدارة الثروة . وفي النهاية أرجو أن نتخلص تماماً من فزاعة الأنهيار الإقتصادي التي تستخدم لتخويف الجهلاء . ونتذكر دائماً أن هذا الإقتصاد هو الذي حقق هذه الثروات لهؤلاء الأفراد ولكن المشكلة كانت ليست في الإقتصاد في حد ذاته ولكن في فساد إدارته وليس سوء إدارته . محمد عادل ناصف [email protected]