اعلنت شركة "جود نيوز" المنتجة لفيلم "عمارة يعقوبيان" ان الفيلم سيشارك في قسم بانوراما في الدورة 56 لمهرجان برلين مسجلا عودة مصر الى هذه التظاهرة السنمائية بعد غياب 27 عاما. كانت المشاركة الاخيرة لمصر في المهرجان بفيلم "اسكندرية ليه" للمخرج يوسف شاهين عام 1979. وشاركت السينما المصرية في دورات المهرجان المختلفة في الخمسينات والستينات بافلام متميزة مثل "زينب" و "لك يوم يا ظالم" و"اين عمري" و"حسن ونعيمة". "عمارة يعقوبيان" مأخوذ عن رواية بالاسم نفسه للكاتب علاء الاسواني ويشارك في بطولته عادل امام ونور الشريف ويسرا الى جانب اسعاد يونس وخالد صالح وخالد الصاوي.واشار مندوب الشركة عادل اديب خلال المؤتمر الصحفي الذي حضره نجوم الفيلم، وتغيب منهم نور الشريف لاصابته بوعكة صحية الى ان كلفة الفيلم بلغت 22 مليون جنيه مصري (حوالي 4 ملايين دولار). وشارك في الفيلم 12 نجما كبيرا و120 ممثلا وممثلة ثانوية الى جانب 3000 شخص ضمن المجاميع (الكومبارس). وتحدث كاتب سيناريو الفيلم وحيد حامد معبرا عن "عدم تخوفه من طول الفيلمالذي يستغرق عرضه ثلاث ساعات" مبررا الاطالة بحرصه على "عدم اهمال اي جزء من الرواية التي حققت اعلى مبيعات للرواية العربية في السنوات الاخيرة حيث تجاوزت العشرين الف نسخة". ومن جانبها اعلنت الممثلة اسعاد يونس التي تتولى ادارة الشركة العربية للانتاج الفني المسؤولة عن توزيع الفيلم انه سيبدأ توزيعه في نهاية شهر يونيو المقبل في مصر الى جانب تامين موزعين في الدول العربية وفي أمريكا واوربا وكندا واستراليا. وشدد غالبية المتحدثين على اهمية الفيلم خصوصا وانه اول فيلم منذ الستينيات يجمع مثل هذه الكوكبة من الفنانين. كما يستند الفيلم الى رواية حققت نجاحا جماهيريا وهي تعرض للتطور وسط العاصمة المصرية بعد سقوط الملكية خصوصا وان المنطقة التي تتناولها من ابرز انجازات المرحلة الملكية في بناء القاهرة الحديثة. وتغيب عن المؤتمر الصحافي مخرج الفيلم مروان ابن كاتب السيناريو وحيد حامد لوجوده في لندن لانجاز النسخة الاولى للفيلم التي ستشارك في مهرجان برلين الذي يبدأ فعالياته في 9 من فبراير الجاري ويستغرق عشرة ايام ويعتبر من اهم ثلاثة مهرجانات في العالم الى جانب مهرجاني كان وفنيسيا. والرواية الماخوذ عنها الفيلم تتطرق الى التطورات الاقتصادية والسياسية خلال النصف قرن الماضي وتهاجم الفساد الذي افرزته تجربة الحكم الجمهوري حتى انها تطرح اسماء قريبة من اسماء في موقع المسؤولية يتهمها المؤلف بالفساد. ويحمل الفيلم التطور الاقتصادي والاجتماعي الذي اسقط الطبقة الوسطى والراسمالية الوطنية في هذه الفترة ورموز الفساد مسؤولية نشوء العنفالذي يبرئه مع ذلك من مسؤولية الخراب الذي تعيشه مصر. ولكن الرواية تعرضت الى الهجوم من قبل نقاد اعتبرها بعضهم "ذات مستوى متوسط استفادت من الهجوم على رموز النظام" مثلما يقول الناقد فاروق عبد القادر. واخذ عليها اليساريون تجاهلها لتنظيماتهم في مصر في تلك الفترة وايلاء اهمية اكبر للباشاوات ورموز الفساد دون ان تعير اهمية لليسار. وبغض النظر عن النقد للرواية يعول نقاد مصريون على الفيلم ان ينقذ السينما المصرية من كبوتها بعد ان انتظره جمهور السينما اثر طرح اكثر من موعد لعرضه كما كان متوقعا ان يمثل مصر في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي وذلك لم يتحقق.