علمت "المصريون" أن أجواء من التوتر تشوب العلاقات بين مصر والسلطة الفلسطينية، بعد أن أبدى رئيسها محمود عباس "أبو مازن" تحفظه على خطوات التقارب بين القاهرة وحركة "حماس" خلال الفترة الأخيرة، وأبرزها الموافقة على مكتب سياسي للحركة بالقاهرة، في مؤشر قوي على التقارب بين الجانبين. وألقت الخلافات بظلالها على المساعي المصرية لإتمام المصالحة الفلسطينية بين "فتح" و"حماس" وإنهاء كافة الملفات العالقة بين الجانبين لتشكيل حكومة توافق فلسطينية خلال المرحلة الانتقالية، بموجب اتفاق المصالحة الذي وقعه الجانبان في القاهرة في أبريل الماضي. يأتي هذا في الوقت الذي كثفت فيه القاهرة تحركاتها خلال الساعات الأخيرة للترتيب لقاء يجمع بين "أبو مازن" وخالد مشعل رئيس المكتب السياسي ل "حماس" لحسم عدد من القضايا منها تشكيل الحكومة ودور لجنة الانتخابات المستقلة وهيكلة الأجهزة الأمنية وإعادة بناء الأجهزة الأمنية على أسس وطنية مهنية وهي القضايا التي تم التوصل لتصور مبدئي بشأنها عند توقيع اتفاق المصالحة في القاهرة. ورجح الدكتور طارق فهمي الخبير في الشئون الإسرائيلية بمركز دراسات الشرق الأوسط، عقد لقاء بين عباس وشعل في غضون الأيام القادمة حيث تجري القاهرة مشاورات لإزالة العراقيل بين الطرفين أمام دخول المصالحة حيز التنفيذ. ولم ينف فهمي ل "المصريون" وجود امتعاض من جانب الرئيس الفلسطيني على خطوات التقارب الأخيرة بين القاهرة و"حماس"، الأمر الذي يعزوه إلى التطور الإيجابي في مواقف الحركة تجاه ملفات عدة، ما دفع القاهرة إلى تقديم بعض المحفزات له، إلا أنه استبعد أن يكون لهذا الأمر انعكاساته على العلاقات مع السلطة الفلسطينية. من جانبها، أكدت "حماس" الثلاثاء أنه لم يتم حتى الآن تحديد موعد للقاء يعقد بين رئيس المكتب السياسي للحركة والرئيس الفلسطيني. وقال القيادي في "حماس" الدكتور صلاح البردويل "حتى الآن لم يتم تحديد موعد للقاء الثنائي الذي يدور الحديث عنه منذ فترة، مؤكدا الحاجة لتحديد جدول أعمال اللقاء قبل عقده كي لا يتحول الأمر إلى مجرد لقاء مجاملات عابر. وأضاف: عندما يحدد جدول أعمال اللقاء مع وجود إرادة خالصة لإنجاز مصالحة على الأسس والثوابت الوطنية عندها ستصبح كل الأمور سهلة.