اتهمت مصادر مختلفة، جماعة "أنصار الله"(الحوثيين)، باختراق هدنة إنسانية، بدأ سريانها، مساء أمس الثلاثاء، في عدد من محافظات اليمن، في وقت غابت فيه طائرات التحالف، عن سماء البلاد، وهي الاتهامات التي حاول مراسل الأناضول التواصل مع قيادات من جماعة الحوثي للرد عليها، غير أنهم لم يتجاوبوا معه. وحفل اليوم الأول من الهدنة التي دعت إليها السعودية، وسرت في تمام ال23: 00 من يوم أمس الثلاثاء بتوقيت اليمن (20 ت.غ)، بالعديد من الخروقات التي دشنها الحوثيين بعد دقائق معدودة في محافظات تعز "وسط"، والضالع وأبين "جنوب"، ومأربوالجوف "شرق"، حسب سكان محليين ومصادر في المقاومة الشعبية الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي.
ففي مدينة تعز، مركز المحافظة التي تحمل الاسم ذاته، قال سكان محليون إن أصوات المدفعية التابعة للحوثيين لم تغب؛ اليوم الأربعاء، حيث سُمع دوي انفجارات في شارعي الستين والأربعين، شمالي المدينة، وحي المرور.
بينما قال مصدر في "المقاومة الشعبية"، الموالية لهادي، إن الحوثيين أطلقوا قذائف، عصر اليوم، على مواقع ل"المقاومة" الموالية لهادي، في جبل صبر المطل على المدينة.
المصدر أضاف لمراسل "الأناضول"، طالبا عدم ذكر اسمه، إن الحوثيين استغلوا الهدنة من أجل التمدد، وبدأوا بالتوغل باتجاه جبل الزنوج، شمالي المدينة، رغم أن المقاومة مازالت تلتزم بضبط النفس والهدنة المعلنة.
وكانت محافظة الضالع جنوبي البلاد، ثاني مسرح لخرق الهدنة، حيث قصفت دبابات الحوثيين، مواقع للمقاومة الجنوبية، كما شنوا اليوم حملة اعتقالات على مناهضين لهم في مديرية سناح، حسب ما ذكره سكان محليون للأناضول.
وسجلت خروقات في محافظة أبين، حيث قام اللواء 15 مشاة الموالي للرئيس السابق، على عبد الله صالح، والحوثيين، بقصف تجمعات للمقاومة في مديرية زنجبار بالمدفعية الثقيلة وحركوا تعزيزات عسكرية باتجاه محافظة عدن، جنوبي البلاد.
وفي محافظتي مأربوالجوف، شرقي البلاد، قال سكان محليون إن الحوثيين قصفوا تجمعات للمقاومة في منطقتي صرواح واليتمة بين محافظتي الجوفومأرب.
وعلى الجبهة الحدودية المشتعلة مع السعودية، أكدت مصادر محلية يمنية للأناضول أن الحوثيين أعادوا تموضعهم في كثير من المناطق الجبلية واطلقوا أكثر من أربع قذائف هاون باتجاه الأراضي السعودية.
ولم يختلف الوضع الانساني عن العسكري، حيث واصل شبح الحرب تخييمه على المدن اليمنية في أول أيام الهدنة، وبدت الحياة شبة متوقفة في غالبية شوارع المدن المشتعلة.
وقال عبدالله الصلوي، وهو عامل في محل لبيع المواد الغذائية بمدينة تعز، لوكالة "الأناضول": "الوضع لم يختلف، مازالت الشوارع خاوية وغالبية المحال التجارية مغلقة.. هناك حذر عند الناس بسبب استمرار الاشتباكات، كما أن أغلب النازحين لن يجازفوا بالعودة إلى المدن والأوضاع لم تهدأ بعد".
وأضاف: "إذا توفرت المشتقات النفطية وعاد التيار الكهربائي قد تعود الحياة إلى طبيعتها تدريجيا وسيشعر الناس بالهدنة، أما الآن مازالت القمامة متكدسة في الشوارع منذ أسابيع بسبب توقف عربات نقل القمامة جراء انعدام الوقود، والوضع الصحي يزيد سوءا".
ويتخوف اليمنيون أن تكون الهدنة المقررة لمدة خمسة أيام، مجرد "محطة انطلاق" لحرب قادمة أشد فتكا، إذا لم يتم تطبيق الأهداف الرئيسية للهدنة الانسانية.
ويقول مراقبون إن تحركات الحوثيين الصامتة التي حذرت منها قوات التحالف وهددت بالتعامل معها بحزم، هي أكثر ما يهدد مصير الهدنة الإنسانية.
وبدأ الحوثيين بالفعل إرسال تعزيزات بعد سريان الهدنة، إلى محافظات تعز قادمة من الحديدة (غرب)، لكن المقاومة الشعبية تمكنت من القبض عليها وكانت عبارة عن 3 دوريات عسكرية على متنها ثمانين مقاتلا حوثيا، تم أسرهم بعد حصارهم في طريق العدين، حسب مصدر في المقاومة ل"الأناضول".
وعلى صعيد المعونات الإنسانية، أفشلت الخروقات التي قام بها الحوثيين في محافظة عدنالجنوبية، وصول سفينة اغاثية قادمة من ميناء الحديدة، حيث عادت أدراجها لمحافظة الحديدة، غربي اليمن، وفق المصدر ذاته.