قال باحثون بريطانيون، إن أول تجربة ميدانية، للقاح جديد ضد وباء الملاريا، الذي يهدد نصف سكان العالم ويقتل طفل في أفريقيا كل دقيقة، كشفت أنه يقي من عدوى الطفيل المسبب للمرض بنسبة 67٪. ووصف الباحثون، بمعهد "جينر" للأبحاث بجامعة "أكسفورد" في بريطانيا، نتائج التجارب الميدانية، بأنها واعدة، حيث إن اللقاح يحفز جهاز المناعة، على مقاومة العوامل المسببة للمراض. وأوضحت الدراسة، التى نشرت فى مجلة الجمعية الأمريكية لتقدم العلوم اليوم السبت ، أن التجارب تهدف إلى توفير لقاح آمن وفعال للملاريا، يخفف العبء الاجتماعي والاقتصادي الهائل، للمرض الذي يقتل مئات الآلاف من الأشخاص سنويًا، معظمهم من الأطفال الصغار في أفريقيا، وتحديدًا فى منطقة جنوب الصحراء الكبرى. وأجرى الباحثون أول تجربة ميدانية، لاختبار اللقاح على 121 من الذكور والمتطوعين البالغين الأصحاء، الذين يعيشون في منطقة موبوءة بالملاريا، في مقاطعة كيليفي الساحلية فى كينيا. وخلال فترة المتابعة التى استمرت 8 أسابيع، حلّل الباحثون عينات الدم من المتطوعين لتحديد مدى إصابتهم بطفيل المتصورة المنجلية المسبب لمرض الملاريا. وأظهرت النتائج، أن اللقاح الجديد نجح فى تحفيز الجهاز المناعى، لمقاومة الطفيل المسبب للملاريا، وأنه قلل خطر الإصابة بطفيل المتصورة المنجلية بنسبة 67٪ بين المشاركين فى التجربة. وقال "أدريان هيل"، مدير معهد "جينر"، وأحد المشاركين فى الدراسة في جامعة "أكسفورد": "التجربة الميدانية الأولى أظهرت نتيجة مثيرة وإيجابية جدًا، ومشجعة لإجراء مزيد من التجارب، على الأطفال والرضع الذين هم في أمس الحاجة للقاح الملاريا، بالإضافة لإجراء تجارب على أعداد كبيرة من السكان". يأتى ذلك فى الوقت الذي كشفت فيه نتائج التجارب النهائية على لقاح آخر ضد وباء الملاريا، أواخر أبريل/ نيسان الماضي، أنه قد يساعد في حماية الملايين من الإصابة بالمرض. وينتظر اللقاح الثاني، الذي طوره باحثون، بكلية لندن للصحة والطب الاستوائي في بريطانيا مراجعة هيئة الأدوية الأوروبية (EMA)، وإذا تم إجازته سيكون بإمكان منظمة الصحة العالمية التوصية باستخدامه في أكتوبر من العام الجاري. ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن الملاريا أودت بحياة نحو 627 ألف شخص عام 2012، غالبيتهم من أطفال جنوب صحراء إفريقيا وتقل أعمارهم عن 5 أعوام، ويتسبب الوباء في وفاة 1300 طفل يوميا في الدول الأفريقية الواقعة فى منطقة جنوب الصحراء الكبرى