قال الدكتور مغاوري شحاتة، رئيس جامعة المنوفية السابق، خبير المياه العالمي، إن إسرائيل لعبت دورًا في الاتفاق بخصوص سد النهضة الإثيوبي، والذي اعترفت مصر بموجبه بأحقية إثيوبيا في إنشاء السد في مقابل إشراك مصر في عملية إدارته. وكانت مجلة "نيوزويك" الأمريكية كشفت أن محمد دحلان القيادي السابق في حركة "فتح"، قد توسط لتوقيع اتفاق سد النهضة بين مصر وإثيوبيا والسودان في مارس الماضي، وأنه كان في قلب المفاوضات، ودعاه للتوسط في المحادثات رئيس الوزراء الإثيوبي هيلا مريام ديسالين. وأضاف شحاتة أن "دحلان، قد يكون شارك في المفاوضات بدور الوسيط في مقابل إسقاط التهم ضده، وهو ما تم بالفعل منذ أيام قليلة"، لافتًا إلى أن "الاتفاقية التي وقعت بين مصر وإثيوبيا والسودان تصب بشكل أو بآخر في صالح إسرائيل". وأوضح مغاوري ل "المصريون"، أن "المفاوضات بين الدول لابد وأن يوجد بها عناصر استخباراتية"، مشددًا على أن "الأعراف الدولية تنص على ضرورة أن يكون من ضمن المفاوضين عنصر استخباراتي، قائلاً: "ولذلك كانت المطالب دائمًا بأن يتولي ملف سد النهضة المخابرات الحربية". وتابع "لاشك في أن إسرائيل تلعب دور كبير في الأزمة وفى حلها لصالحها، وذلك لأن مخططها كان يهدف من وراء السد، الحصول على مليار متر مكعب من المياه تذهب عبر ترعة السلام إلى صحراء النقب الإسرائيلي"، مؤكدًا أن هذا المخطط فشل لأسباب فنية، بالإضافة إلى الاتفاقية الموقعة بين الدول والتي تمنع انتقال المياه من نهر إلى آخر". من جانبه، قال الدكتور نادر نور الدين، الخبير المائي وأستاذ الزراعة بجامعة القاهرة، إنه يستنكر دور دحلان في التوصل للاتفاقية، قائلاً: "نتوقع أن تقوم السعودية أو الإمارات بدور الوساطة وإنما فلسطين فهذا فعل مستغرب وخصوصًا أن محمد دحلان ليس قياديًا مسئولاً الآن وإنما مفصول وهو رجل مخابرات سابق". واعتبر نور الدين، أن "إثيوبيا تحاول الآن تنفيذ الإستراتجية التركية التي كانت قائمة في الأساس على "خط السلام"، حيث كانت تركيا تهدف من ورائه إمداد إسرائيل ودول الخليج بالمياه، بحيث تأخذ إسرائيل حصة تقدر ب مليار متر مكعب من المياه، في حين تحصل كل دول الخليج على حصتها أيضًا من المياه". وأضاف "عندما فشلت تركيا في تنفيذ المشروع وجدت إسرائيل أن هدفها هو استغلال الموقف الإثيوبي عن طريق تدعيمه في بناء السد ومن ثم إعطائه الفرصة لتنفيذ "خط السلام" بدلاً من تركيا"، مشددًا على أن "حروب إسرائيل دائمًا تكون على المياه، ولهذا فإن استغلالها لسد النهضة لتدعيم موقفها كان "متوقعًا". وبحسب "نيوزويك"، فإنها اطلعت على صور حصرية يظهر فيها دحلان البالغ من العمر 53 عاما مع كل من ديسالين ورئيس المخابرات المصرية خالد فوزي في أديس أبابا ووزير الخارجية الإثيوبي تيدروس أدهانوم في أبو ظبي، وكان ولي عهد الإمارات الشيخ محمد بن زايد هو الطرف الوحيد الآخر الذي يعلم بمشاركة دحلان في محادثات الأبواب المغلقة". وقبل ثلاثة أشهر، كشف موقع إسرائيلي عن زيارات سرية كان يقوم بها وزير إسرائيلي بارز لدحلان، إذ أكدت بعض التقارير أن وزير الخارجية الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان، سافر إلي عدة عواصم أجنبية للقاء المسئول الأمني الفلسطيني السابق، الأمر الذي يؤكد أن ملف سد النهضة الإثيوبي كان على قائمة اهتمام وزير الخارجية الإسرائيلي بجانب الإعداد لتوليه المسئولية بدلاً من الرئيس الفلسطيني الحالي محمود عباس "أبو مازن".