كانت سارة ابنه العشرينات تتردد بقطتها على عيادة بيطرية تابعة لجمعية الرحمة بالحيوان، ليصعقها الطبيب المعالج بقوله إن قطتها "دقدق" تعاني من أورام سرطانية بمنطقة البطن. شعرت سارة بحالة من اليأس، وأصبحت تنتظر يوميا وفاة قطتها، قبل أن يفاجئها مسئولو الجمعية باتصال قالوا فيه أن هناك فريق بحثي مصري يبحث عن حالات لحيوانات مصابة بالسرطان لإجراء تجربة علاج السرطان بجزيئات الذهب عليها. ترددت سارة للحظات، قبل أن تصل لقرار مؤداه أنها لن تخسر شيئا، فإذا نجحت التجربة فهذا جيد، وان لم تنجح فلن تخسر، لأنها تنتظر وفاة قطتها كل يوم. وحدد الفريق البحثي الذي يرأسه عماد الأشقر، استاذ الأطياف والليزر بالمركز القومي للبحوث " حكومي "، مواعيد لجرعات العلاج بجزيئات الذهب، وكانت حالة القطة تتحسن من جرعة لأخرى، حتى كانت المفاجئة التي أذهلت الجميع هو أن القطة شفيت تماما بل واكتشفوا أنها حاملا. وأعلن الفريق البحثي هذه المفاجئة في المؤتمر الصحفي الذي عقد بمقر المركز في فبراير/ شباط الماضي ، وكانت المفاجئة الأكبر التي حدثت - مؤخرا - أن القطة أنجبت ثلاثة مواليد حالتهم الصحية جيدة.
ويقول عماد الأشقر رئيس الفريق البحثي لمراسل وكالة الأناضول: " حالة المواليد منذ ولادتهم قبل شهر من الآن جيدة للغاية، والمؤشرات التي نسجلها يوميا جميعها إيجابية".
وكان يخشى انتقال المرض إلى الجيل الثاني بعد علاج الأم، وهو ما يعطي أهمية كبيرة لمتابعة حالة المواليد، بحسب الأشقر.
ويضيف : " سينتظر الفريق البحثي انتهاء مرحلة الفطام، لنقوم بأخذ هذه المواليد الثلاثة إلى منازلنا، بما يتيح لنا متابعتها بشكل مستمر".
وأوضح الأشقر في السياق ذاته، أنهم انتهوا من إعداد بحث علمي سينشر - قريبا - في دورية علمية أجنبية حول حالة القطة، باعتبارها الحالة الأبرز من بين الحالات التي تم علاجها، ضمن مشروع العلاج بجزيئات الذهب، لكونها الحالة التي تسمح بدراسة احتمالات انتقال المرض للجيل الثاني بعد علاج الأم.
وبدأ مشروع علاج السرطان بجزيئات الذهب عام 2008 في المركز القومي للبحوث تحت إشراف مصطفى السيد أستاذ الكيمياء المصري بجامعة جورجياالأمريكية.
وفي تصريحات سابقة للأناضول، قال الأشقر أن فكرة العلاج بجزئيات الذهب، تعتمد على أن شكل الخلية السرطانية يختلف عن الخلية العادية، ويقوم الفريق البحثي بتجهيز جزيئات الذهب بأبعاد وأشكال تمكنها من الالتصاق بالخلية السرطانية فقط، عند حقن جزيئات الذهب بالجسم.
ويعتمد العلاج بعد التصاق جزيئات الذهب بالخلية السرطانية على خاصية توجد في الذهب وهي قدرته على عكس الضوء وتحويله إلى حرارة، وهذه الحرارة هي التي تدمر الخلايا السرطانية، بحسب الأشقر.
وكان المشروع قد بدأ تجاربه بالتجريب المعملي على فئران تم إمراضها، ثم انتقل إلى المرحلة الثانية، وهي التطبيق على حيوانات أكبر " الكلاب والقطط "، ومن ثم الانتقال إلى المرحلة الثالثة والأخيرة (لم تبدأ بعد)، وهي التطبيق على متطوعين من البشر.
وقال الأشقر في التصريحات ذاتها، إن إجراء هذه التجارب على البشر يتطلب الحصول على موافقات من عده لجان بوزارة الصحة ووزارة البحث العلمي، مضيفا: "نحن سائرون في هذا الطريق بكل ما أوتينا من قوة، ويمكن القول أننا خلال شهور سنستطيع البدء في تلك التجارب".