السلام عليكم ورحمة الله.. أريد أن أعرض عليكم مشكلتي التي بدأت منذ عدة أيام وبرجاء الرد عليها لأنني في حيرة من أمري.. فأنا متزوجة من زوجي منذ خمسه عشر عاما عشتها معه بالغربة بحلوها ومرها مرت، ورزقت منه بثلاث بنات، وفوجئت منه منذ عدة أيام يعترف لي أنه تزوج بقريبة له مطلقة بهدف أن ينجب منها الولد.. جن جنوني وتعجبت لطريقة تفكيره، وشعرت وقتها أن حياتي تنهار من حولي، حاول إقناعي وإرضائي و أنه يحبني، لكن له رغبة قوية في إنجاب ولد، وأنا ضائعة لا أعلم كيف أتصرف؟! أحب زوجي جدا وهو يحبني لكن لا أطيق أن تشاركني فيه أخري، فأنا أغار عليه غيرة عمياء، ولا أعرف كيف أتحكم بغيرتي .
(الرد) وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. حبيبتى كان الله بعونك، أشعر جيدا بما تعانين من آلام نفسية، فزواج الزوج من أخري من الأمور القاسية جدا علي نفس الزوجة، بل وعلي حياتها جميعا.. وأرى أن مبرر زوجك لزواجه برغبته في إنجاب ذكر، ما هو إلا حجة ومبرر غير مقنع، فبالتأكيد هو يعلم جيدا أن إنجاب البنات والبنين ما هو إلا رزق بقدرة الله تعالي وحده، وأن العلم الحديث قد أثبت أن الرجل هو المسئول جينيا عن تحديد جنس المولود.. ولكني أريدك غاليتى أن تتفهمي وتعييى جيدا كلامي الذي سأقوله لكِ.. فأنت هنا تقرين بحبك لزوجك درجة الجنون وهو كذلك، أدام الله عليكما الحب والمودة وطيب العيش.. وكونه قرر أن يتزوج من أخري وقام بالتنفيذ بالفعل، فهذا لا يعنى أبدا أنه أبغضك أو أنه أحب الزوجة الأخرى أكثر منك أو حتى وجد فيها ما يميزها عنك، وهي الأسباب التي تجن جنون الزوجة الأولي حين يتزوج زوجها عليها، فتعتبر أنه فضّل عليها الأخري.. ولكن في موضوعكما هنا أستبعد تماااما أن يكون زواج زوجك لإحدي تلك الأسباب، والدليل أنه حاول إقناعك واحتوائك وأبلغك هو بالأمر قبل أي شخص حتى لا يجرح مشاعرك إذا نقل غيره إليكِ الخبر، كما حاول السيطرة على غضبك وإرضائك حتى لا يخسرك حبيبتى.. ولذلك فغالبا هو تزوج لسبب أخر لم يريد مصارحتك به أيضا حفاظا على مشاعرك، فربما لديه مبرر مثلا: بسبب العلاقة الخاصة ويخشي عليك من أمراض أو متاعب معينة، وربما كان السبب لدي الزوجة الأخري وأراد أن يكون لها المعين علي ظروف ما تمر بها هي حتى ولو كان من باب أن يعفّها، فهي كما ذكرتِ أنها قريبته، وبالتالي يعرفها قبل زواجه منك، وكانت لديه الفرصة للزواج منها قبلك، ولكن كونه يفعلها الآن فلابد وأن طرأت ظروف جديدة وقوية جعلتهما يتزوجا بعد هذا العمر.. أيا كانت الأسباب، فلابد وأن يكون رد فعلك أهدأ بكثير مما أنت عليه الآن.. أختى.. أنتما الآن في مرحلة عمرية أنضج بكثير من ذي قبل، وبالتأكيد ابنتك الكبري الآن أصبحت عروس، فأتمني ألا تكون ردود أفعالك مؤثرة بالسلب علي مستقبل بناتك ومستقبلك معه.. ورغم قسوة الأمر عليكِ إلا أنه بإمكانك أن تحسمين أمورك كلها معه وبذكاء وفطنة، فالمؤمن كيس فطن، كما أخبرنا الحبيب المصطفي عليه الصلاة والسلام.. وأثق أنك سوف تكسبين قلبه أكثر، حتى تثبتي أنك الأفضل، وأنها لا تتميز عنك في أي شيء، فأنت الأولي وتعود عليك بسبب سنوات العشرة، كما أنك تحفظين مداخله وأدق تفاصيل مزاجه وتفكيره أكثر منها، فعليك أن تعملي علي أن تتفوقين عليها، ولكن بما يرضي الله تعالي، ثم لن ينفعك أي شخص إن مرضتِ بسبب الغيرة والقهر والعند لا قدر الله، وفي النهاية أمر الله واقع، فلتكونين أهدأ وأعقل.. وأنصحك ألا تطلبي منه طلاقها، فلقد نهي الرسول عن ذلك فقال عليه الصلاة والسلام: "لا تسأل المرأة طلاق أختها لتكفأ ما في إنائها" ، وحتي لا تقعين في أخطاء شرعية تغضب الله عز وجل، فهو حقه شرعا وبدون أن تعتبري ما فعله أمرا واقعا أو لي أذرع، فبالتأكيد لديه دوافعه، وربما جاء عليك زواجه منها بخير كثير لا يعلمه إلا الله تعالي!..كما أنصحك أيضا ألا تطلبي منه الطلاق أو الانفصال فالطلاق هنا ليس في صالحك الآن ولا في صالح بناتكما، فما بنيتيه وكونتيه معه من مال في سنوات الغربة ربما ضاع في لحظات عناد وفاز به غيركما!!! وسامحينى علي ما سأقوله لك: فلعلك إن ذهبتِ بمخيلتك وتخيلتِ لاقدر الله مائة مرة بأن زوجك توفاه الله، وقتها ستدعين الله ليل نهار أن يبارك لكنّ آجله، حتى لو تزوج ثلاثة غيرك من النساء، وقتها سيهون عليك أمر زواجه وستصبرين عليه، فالصبر والاحتساب مع الدعاء في جوف الليل، سيجعلك هادئة، مطمئنة وقرة عين لزوجك إن شاء الله، ولتعلمين غاليتي أن دوام الحال من المحال، فربما جدت في الأمور أشياء بعد صبرك، أثلجت صدرك وهلت عليك بفرحة لم تتوقعينها بعد، فقط ثقي في كلامي وأبشري . ..................................................................... للتواصل.. وإرسال مشكلتك إلى الأستاذة/ أميمة السيد عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. مع رجاء خاص للسادة أصحاب المشاكل بالاختصار وعدم التطويل.. وفضلا..أى رسالة يشترط فيها الرد فقط عبر البريد الإلكتروني فلن ينظر لها..فالباب هنا لا ينشر اسم صاحب المشكلة، ونشرها يسمح بمشاركات القراء بأرائهم القيمة، بالإضافة إلي أن الجميع يستفيد منها كتجربة فيشارك صاحبها في ثواب التناصح. ............................................................................... تنويه للقراء: لقد خصصت مساحة مميزة لقرائى الكرام من صفحتى يوم الأحد من كل أسبوع، من جريدة المصريون الورقية، لكل من يريد أن يشارك ويفتح قلبه بنصيحة أو كلمة مفيدة، ليشارك معى بكلمات هادفة، فليتفضل بإرسالها لى عبر الإيميل المخصص للباب، مرفقة باسمه وصورته الشخصية، لنشرها بصفحة "إفتح قلبك" تحت عنوان فقرة "قلب صديق"...أرحب بمشاركتكم وتواصلكم معى. ................................................................... تذكرة للقراء: السادة القراء أصحاب المشكلات التى عرضت بالموقع الإلكترونى.. على من يود متابعة مشكلته بجريدة المصريون الورقية فسوف تنشر مشكلاتكم تباعاً بها يوم الأحد من كل أسبوع..كما تسعدنا متابعة جميع القراء الأفاضل.