قال الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" - بخصوص معارك جناق قلعة البرية: "لقد كانت من أكثر المعارك دموية في تاريخ البشرية. لذلك علينا أن نفكر جيدا لاستخلاص الدروس والعبر منها بشكل يمكننا من استكشاف الحاضر والمستقبل، وأنا واثق من قدرتنا على فعل ذلك". جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها الرئيس التركي، اليوم الخميس، خلال قمة السلام التي عقدت في مركز "الخليج" للمؤتمرات بمدينة إسطنبول، في إطار فعاليات الذكرى المئوية لمعارك "جناق قلعة" البرية، بحضور عدد من المسؤولين من رؤساء دول، وروؤساء حكومات من مختلف أنحاء العالم. ورحب الرئيس التركي بهم جميعا لقبول دعوته للمشاركة في تلك الاحتفالات.
وأعرب الرئيس "أردوغان" عن أمله في أن تكون "قمة السلام هذه نقطة تحول لتأسيس السلام، وتعزيزه في مختلف أنحاء العالم"، مضيفا "لذلك أُريد أتقدم بالشكر باسمي وباسم تركيا وباسم شعبها لرؤساء الدول والحكومات وممثلي الدول المختلفة لقبولهم دوعتنا للمشاركة في الاحتفالات التي ستشهدها ولاية جناق قلعة غدا، بمناسبة مرور 100 عام على معارك (جناق قلعة) البرية".
وذكر "أردوغان" أن هناك جنودا من تركيا والبلقان وبريطانيا وفرنسا، وبلدان أخرى كثيرة، ودعوا دنيانا قبل 100 عام في جناق قلعة"، مشيراً إلى أن "تركيا خاضت تلك المعارك كتفا بكتف مع من جاؤوا لدعمها من سراييفو وسكوبيه وباطوم وغزة وبيروت وغيرها من المدن."
وشدد الرئيس التركي على أهمية معارك جناق قلعة في الحرب العالمية الأولى، مضيفا "فلقد كانت لتلك المعارك أهمية محورية في هذه الحرب التي خوضنا فيها قتالا عنيفا على سلسة من الجبهات المختلفة في آن واحد".
ولفت "أردوغان" إلى أن "معارك جناق قلعة حرب برزت فيها القيم الإنسانية بقوة، وهذا أمر قلما نجده في أي حرب على مر التاريخ. فثمة قصص وحكايات من وحي تلك المعارك جسدت لنا وبشكل كبير عظمة القيم الإنسانية التي احتوت عليها، وعلينا أن نستفيد منها جميعا".
وبخصوص أحداث العام 1915 قال الرئيس التركي: "الاتحاد الأوروبي ينصحنا بفتح أرشيفاتنا لتقصي حقيقة أحداث العام 1915، وأنا طيلة عملي رئيسا للوزراء على مدار 12 عاما تقريبا، وعملي رئيسا للبلاد منذ ما يقرب من عام، لم أترك محفلا دوليا في الخارج أو اجتماعا شاركت فيه داخل تركيا، إلا وقلت وما زلت أقول إننا مستعدون تماما لفتح أرشيفاتنا، وكثيرا ما كررت أن لدينا ما يقرب من مليون وثيقة ومعلومة حول هذا الأمر. بل لو كان لدى أرمينيا أو غيرها من الدول وثائق أخرى حول الموضوع فليظهروها لنا لتقصيها، كما أننا أيضا مستعدون لفتح أرشيفاتنا العسكرية".
وتابع "أردوغان" قائلا: " نشعر بالحزن على ضحايا الأرمن في الحرب العالمية الأولى، بنفس قدر حزننا الشديد على نحو 4 مليون مسلم لقوا حتفهم أثناء هجرتهم من البلقان والقوقاز والمنطقة المجاورة، إلى منطقة الأناضول."
وبشأن القضية الفلسطينية قال الرئيس التركي: "مازال التوتر الفلسطيني - الإسرائيلي يشكل أكبر عائق أمام تحقيق سلام واستقرار دائمين بالشرق الأوسط. ونحن سنواصل دعمنا للقضية الفلسطينية لحين انتهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، وحل هذه القضية لن يكون ممكنا إلا إذا تأسست دولة فلسطينية عاصمتها القدسالشرقية."
واستطرد قائلا "تحركنا بالتعاون مع الآخرين من أجل أن يسود الاستقرار والسلام والرفاهية في العالم، لم يعد خيارا، بل بات ضرورة ملحة. وثمة مسؤوليات كبيرة تقع على عاتق المنظمات الدولية في هذا الشأن، وليس الدول وحدها. وهذا هو سبب انتقاداتنا الدائمة لهيكل مجلس الأمن الدولي، وطريقة عمله. فالعالم أكبر من 5 دول - في إشارة إلى الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن-."
يشار إلى أن معارك جناق قلعة وقعت في منطقة غاليبولي، شمال غربي تركيا، عام 1915 إبان الحرب العالمية الأولى، بين الدولة العثمانية والحلفاء، حيث حاولت قوات بريطانية، وفرنسية، ونيوزلندية، وأسترالية احتلال مدينة إسطنبول - عاصمة الدولة العثمانية آنذاك - بيد أن المحاولة باءت بالفشل، وراح ضحيتها عشرات الآلاف من الطرفين وجرح مئات الآلاف.