أكد وزير الخارجية التركي "مولود جاويش أوغلو" اليوم الأربعاء، بتولد انطباع لديه خلال لقائه بنظيره الأمريكي "جون كيري"، ومستشارة الأمن القومي في البيت الأبيض "سوزان رايس"، حول ثبات الموقف الحالي للرئيس "باراك أوباما"، بما يخص المزاعم الأرمنية المتعلقة بأحداث عام 1915. جاء ذلك في معرض إجابته على أسئلة وكالة الأناضول للأنباء، والتلفزيون التركي الرسمي (تي آر تي)، عقب لقاءاته بالمسؤولين الأمريكيين في واشنطن. وأشار جاويش أوغلو إلى أنه بحث خلال لقائه كيري - استمر لمدة ساعتين - مواضيع: سوريا، وتنظيم "داعش" الإرهابي، والعراق، واليمن، وليبيا، وأوكرانيا، وشبه جزيرة القرم. وأضاف جاويش أوغلو - رداً على سؤال حول عملية تدريب وتجهيز قوات المعارضة السورية - أنه ليس هناك أية مشكلة من الناحيتين العسكرية والسياسية في البرنامج، رغم وجود بعض التأخير لأسباب فنية، مؤكداً أن برنامج التجهيز والتدريب سيبدأ في مايو المقبل. وأعرب جاويش أوغلو عن أمله بنجاح برنامج تدريب وتجهيز المعارضة السورية، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن الازمة السورية لا تُحل ببرنامج التجهيز والتدريب فقط، مؤكدا أنه يتعين عليهم حل الأزمة باستراتيجية أكثر شمولية، وزيادة ممارسة الضغط من أجل حل سياسي في سوريا. وبخصوص وقف تدفق المقاتلين الأجانب، أكد جاويش أوغلو أنهم سيوقعون اتفاق تعاون خاص مع الولاياتالمتحدةالأمريكية، مشدداً على إصرارهم في زيادة التعاون لكشف المقاتلين الأجانب القادمين من 90 دولة وإيقافهم، لافتا إلى ضرورة التبادل الاستخباري والمعلوماتي بهذا الصدد. وبيّن الوزير التركي أنه سيطرح مسألة المقاتلين الأجانب في اجتماع وزراء خارجية دول حلف شمال الاطلسي (الناتو)، المزمع عقده في مدينة انطاليا جنوبتركيا، بتاريخ 13-14 مايو المقبل. ما الذي حدث في 1915؟ تعاون القوميون الأرمن، مع القوات الروسية بغية إنشاء دولة أرمنية مستقلة في منطقة الأناضول، وحاربوا ضد الدولة العثمانية إبان الحرب العالمية الأولى التي انطلقت عام 1914. وعندما احتل الجيش الروسي، شرقي الأناضول، لقي دعمًا كبيرًا من المتطوعين الأرمن العثمانيين والروس، كما انشق بعض الأرمن الذين كانوا يخدمون في صفوف القوات العثمانية، وانضموا إلى الجيش الروسي. وبينما كانت الوحدات العسكرية الأرمنية، تعطل طرق إمدادات الجيش العثماني اللوجستية، وتعيق تقدمه، عمدت العصابات الأرمنية إلى ارتكاب مجازر ضد المدنيين في المناطق التي احتلوها، ومارست شتى أنواع الظلم بحق الأهالي. وسعيًا منها لوضع حد لتلك التطورات، حاولت الحكومة العثمانية، إقناع ممثلي الأرمن وقادة الرأي لديهم، إلا أنها لم تنجح في ذلك، ومع استمرار هجمات المتطرفين الأرمن، قررت الحكومة في 24 أبريل من عام 1915، إغلاق ما يعرف باللجان الثورية الأرمنية، واعتقال ونفي بعض الشخصيات الأرمنية البارزة. واتخذ الأرمن من ذلك التاريخ ذكرى لإحياء "الإبادة الأرمنية" المزعومة في كل عام.