لا يزال مصير سيف الإسلام، نجل العقيد معمر القذافي، مجهولاً وذلك بعد مرور يومين على مقتل والده وشقيقه على أيدِي الثوار في سرت، ففي الوقت الذي أعلن أحد الثوار في مدينة زليتن أنَّهم تمكنوا من اعتقاله، أكّد مسئول بالمجلس الانتقالي أنه في طريقه إلى النيجر. وقال قائد عسكري كبير في المجلس الوطني الانتقالي: إنَّ سيف الإسلام يحاول الفرار من البلاد جنوبًا صوب حدود ليبيا مع النيجر. وأوضح القائد عبد المجيد مليقطة لوكالة رويترز أنّه يعتقد أن سيف الإسلام يتحرك في قافلة من ثلاث سيارات مصفحة في محاولةٍ للفرار من قوات المجلس الوطني الانتقالي التي اجتاحت مدينة سرت أول من أمس وقتلت والده، مضيفًا: "مقاتلو المجلس يبحثون عن سيف الإسلام وأن المقاتلين الموجودين في المنطقة في حالة تأهُّب كامل". كما يعتقد أن سيف الإسلام فرّ من سرت في نفس الوقت تقريبًا الذي اعتقل فيه والده، حيث أكّد قائد من المجلس الانتقالي الليبي، لقناة "العربية" أنّ قافلة من 19 سيارة دخلت بلدة العزيزية (60 كيلومترا جنوب غربي العاصمة طرابلس) وإنه يعتقد أن سيف القذافي كان ضمنها. وفرّ العشرات من الموالين للقذافي ومن بينهم الساعدي ابنه إلى النيجر في سبتمبر الماضي ويعيشون في العاصمة نيامي. ورفضت النيجر مرارًا تسليمهم إلى حكام ليبيا الجدد قائلة: إن طرابلس بوسعها إرسال محققين لاستجوابهم إذا أرادت. وطلبت الشرطة الدولية (الإنتربول) الخميس من سيف الإسلام تسليم نفسه وعرضت عليه وصولاً آمنًا للاهاي لمواجهة اتهامات بارتكاب جرائم ضد الإنسانية. إلى ذلك، قالت مصادر من أنصار العقيد الليبي السابق معمر القذافي: إن شباب قبيلة القذاذفة بايعوا سيف الإسلام لخلافة والده في ما تسميه "معركة التحرير" وأفاد أنصار للقذافي أن شبابًا من قبائل القذافي والورفلة والمقارحة، قرّروا مبايعة سيف الإسلام القذافي ليكون خليفةً لوالده في المرحلة الراهنة من أجل "تحرير ليبيا". ونقل أنصار القذافي عن سيف الإسلام قوله أمس: إن تأثير معمر القذافي ميتًا سيكون أكثر منه حيًّا، وأضاف أحد أنصار القذافي عبر الهاتف من مكان قرب سرت: إنّ شباب القذاذفة "يبايعون سيف الإسلام على السمع والطاعة".