رفض البابا شنودة الثالث، بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، طلب بعض أسر الأقباط القتلى في أحداث ماسبيرو بفتح تحقيق في الحادث الذي وقع مساء يوم الأحد قبل الماضي وأدى إلى سقوط 27 قتيلاً وأكثر من 300 جريح، ونصحهم بعدم الاستجابة لدعوة المحامي نجيب جبرائيل في هذا الإطار، مطمئنًا إياهم بأن هناك ضغوطًا تمارسها الكنيسة على المسئولين، قائلاً إنه "يقول كلامًا أصعب من كلامهم" للمسئولين، واصفًا متهمي الأقباط بالمسئولية عن الأحداث الدموية بأنهم "متشددون.. ولازم نردهم"، على الرغم مما أظهره المجلس العسكري من مقاطع مصورة تكشف عن تورط رجال دين مسيحيين في التحريض على تلك الأحداث. وأضاف البابا شنودة خلال احتفالية تكريم لأسر الضحايا بالكاتدرائية المرقسية مساء يوم الخميس: "لا يمكن المطالبة بفتح تحقيق دولي في تلك الفترة الحرجة التي تمر بها مصر، لأن هذا الأمر لا يناسب ظروف مصر الحالية وقد ينعكس سلبًا على الوحدة الوطنية التى ندافع عنها جميعًا". وأوضح أن المجلس العسكري طالبه بتقديم أي "شهادة" حول الواقعة أو تسجيلات خاصة بها إلى النيابة العسكرية التي تتولي التحقيق، وأشار إلى هناك تحقيقًا موضوعيًا ونزيهًا يجرى بهذا الشأن، وأنه قد عُرض على أعضاء المجلس العسكرى رؤية الكنيسة للحادث وروايات وتسجيلات الشهود مما يعكس رغبة جادة فى تحديد مسئولية كل طرف. وأبدى البابا شنودة- خلال الاحتفالية التي كرم فيها كل ضحية ومنح أسرته هدايا نقدية وعينية- مساندته لأسر القتلى في أي إجراءات قانونية، كاشفًا عن إنشاء مكتب بأسقفية الشباب يحمل اسمهم، ويضم هيئة من المحامين وظيفتها الاستماع لشهود الحادث من أسر الشهداء، وقال: "نحن نعمل بكل ما في وسعنا من أجلهم، وإذا كانت قلوب الأسر تتألم، فنحن نتألم أيضًا؛ فالشهداء في جوار الملائكة والقديسين". وتابع البابا مخاطبًا أسر ضحايا أحداث ماسبيرو: "وأوعوا تفتكروا إننا مبنتكلمش مع المسئولين، إحنا بنتدخل في كل شيء وبنقول كلام أصعب من اللي أنتم بتقولوه". وفيما ساد جدل بين الحضور حول مطالبتهم للكنيسة برفع دعوى قضائية ضد المجلس العسكري، رد البابا قائلاً على تلك المطالب: "منعرفش مين إللي قتل علشان نرفع دعوى قضائية ضده، وأرجوكم متمشوش ورا نجيب جبرائيل". واستطرد: "مش هنقدر نثبت حاجة أمام القضاء، إحنا بنرفع قضايانا إلى الله، وهو إللي بيجيب حقنا، ولو عايزين محامين، نشوف لكم محامين يترافعوا عنكم". وقال البابا إن الكنيسة تتحدث مع القيادات المسئولة في الدولة لكن المشكلة "تأتي في وجود عدو آخر في "النص" بين الأقباط والدولة، وهم جماعة المتشددين، الذين يحملون الخطأ على الأقباط وإحنا لازم نردهم". واستنكر البابا عبارة اتهم من وصفهم ب"المتشددين" بترديدها وهي: "إن كان عاجبهم يقعدوا في البلدعلى كده، أو مش عاجبهم يمشوا"، وقال: "فيه مجموعة من ولادنا مقبوض عليهم، وبنحاول نفرج عنهم". من جانبه قال الأنبا موسى أسقف الشباب، إن أسقفية الخدمات حددت 29 أكتوبر المقبل للاحتفال ب"شهداء ماسبيرو "تحت مسمى "صرخة وداع". فيما أعلن الأنبا يؤانس سكرتير البابا،عن إقامة قداس ل "الشهداء" في 18 نوفمبر المقبل.