تستخدم الأطراف المتحاربة عبارة " قرع الطبول" عادة عند الحديث عن الطرف المتسبب في بدء النزاع والصراع، فصارت مرتبطة في الأذهان بأجواء الحرب، ولكن مهرجان القاهرة للطبول والفنون التراثية، حاول إزالة هذا الانطباع السلبي عن الكلمة، بأن جعلها قرينة بكلمة السلام. ويقام المهرجان الذي افتتحت فعالياته بالأمس تحت شعار "حوار الطبول من أجل السلام"، وهو ما تجسد في فعاليات حفل الافتتاح، وفي الأنشطة التالية التي ستقام طول مدة المهرجان، الذي يستمر لمدة سبعة أيام، بحسب الفنان التشكيلي، محمد عبلة، المسئول عن إحدى الورش التي ينظمها المهرجان. وقال عبلة لوكالة الأناضول: "الطبول نوع من الموسيقى، والموسيقى هي لغة محايدة تفهمها كل الشعوب، وهو ما حدث في حفل الافتتاح حيث قرعت طبول من الهند وباكستان رغم ما بينهما من خلافات سياسية". وتشارك في المهرجان هذا العام فرق تمثل دولا عدة منها إيطاليا وروسيا وكوريا الجنوبية والمكسيك وأرمينيا وجورجيا وليتوانيا والمالديف وبوروندي وغانا ونيجيريا والهند وباكستان والجزائر والإمارات، واختارت إدارة المهرجان دولتي إثيوبيا والمكسيك كضيفي شرف.
وأضاف عبلة أن "هذا التنوع يتيح حوار موسيقي تذوب معه جليد الخلافات بين الشعوب، ونتمنى أن يكون السياسيون على مستوى ذكاء الشعوب، ويحولون هذه الطاقة الإيجابية التي يخلقها الحوار بالموسيقى إلى حوار باللغة الكلاسيكية ".
وقال انتصار عبد الفتاح مدير المهرجان في حفل الافتتاح بالأمس، إن المهرجان يتضمن أنشطة متنوعة، منها عروض موسيقية يومية وعرض أزياء تقليدي (ديفيليه) في شارع المعز الأثري بالقاهرة الفاطمية للدول المشاركة بالمهرجان، وورشة للتشكيلي المصري محمد عبلة.
وحول علاقة الفن التشكيلي بموضوع المهرجان، قال عبلة لوكالة الأناضول إن "هذا الكم من الفرق المشتركة بالمهرجان بملابسها وحركات قرع الطبول، تمثل مادة ثرية لأي فنان تشكيلي".
وأضاف أنه "رسمت بالأمس الكثير من اللوحات في حفل الافتتاح ، واليوم أعمل على رسم المزيد من الصور مستمدا أفكاري من الطاقة التي حصلت عليها بالأمس".
ودعا عبلة الفنانين التشكيليين للمشاركة في فعاليات المهرجان من خلال ورشة الفنون التشكيلية، التي ستقام ستة أيام في قلعة صلاح الدين (وسط القاهرة) ويوما واحدا في مركز الهناجر للفنون في دار الأوبرا المصرية (وسط القاهرة).
وأضاف "ستعرض الأعمال التي تنتهجها هذه الورش في معرض فني يقام العام المقبل مع حفل افتتاح المهرجان القادم".
ويقام المهرجان سنويا، وكانت دورته الأولى في عام 2013 ، بالتزامن مع ذكرى مرور 50 عاما على تأسيس منظمة الوحدة الأفريقية عام 1963، والتي تحولت إلى الاتحاد الإفريقي عام 2002 ، ومنذ الدورة الأولى أعلنت وزارة الثقافة المصرية أن قارة إفريقيا ستكون ضيف الشرف الدائم لكل دورة.
ويشارك في تنظيم المهرجان وزارة السياحة، ويقدم عروضه بالمجان، واختار لهذا العام 8 مواقع أثرية وثقافية في القاهرة وخارجها ومنها قلعة صلاح الدين وشارع المعز وقبة الغوري (وسط القاهرة) وساحة مركز الهناجر بالقاهرة وقصر الثقافة بمدينة بنها، شمال القاهرة.